شديد .. فمن استمع لهذا النذير ، وأخذ لنفسه طريق النجاة من عذاب الله ، فقد أدى حق نفسه عليه .. ومن أقام على طريق الضلال حتى يأخذه العذاب فلا يلومن أحدا ..!
قوله تعالى :
(وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آياتِهِ فَتَعْرِفُونَها وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ).
هو لسان الوجود كله ، يسبح بحمد الله .. ينطق به الرسول ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ وينطق معه كل مخلوق .. فإن لم ينطق به المشركون والكافرون في هذه الدنيا ، لما ران على قلوبهم من زيغ ، وما غشى على أبصارهم من ضلال ، فإنهم سيحمدون الله سبحانه ، حين ينكشف لهم الغطاء بعد الموت ، ويرون آيات الله ، ويعلمون أنها الحق من ربهم ..
فقوله تعالى : (سَيُرِيكُمْ آياتِهِ فَتَعْرِفُونَها) ـ هو جواب عن سؤال يرد على خواطر المشركين والكافرين في هذه الدنيا ، حيث ينكرون الله ، وينكرون ما يحمد عليه .. فيقولون : من نحمد؟ وعلام نحمد؟ فيلقاهم الجواب : (سَيُرِيكُمْ آياتِهِ فَتَعْرِفُونَها) أي إذا جهلتم الله الآن وأنكرتموه ، وأنكرتم نعمه عليكم ، فإنكم في الدار الآخرة ، سترون آياته ، وترون الحق الذي جهلتموه ، ويومئذ تعرفون قدر الله ، وجلاله ، وعظمته ، وما أفاض عليكم من نعم ، فلا تملكون غير الحمد لله رب العالمين ..
وهذا ما يشير إليه قوله تعالى : (وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) (٧٥ : الزمر)
وفي قوله تعالى : (سَيُرِيكُمْ آياتِهِ فَتَعْرِفُونَها) وعيد لهؤلاء الضالين ، يوم ينكشف لهم وجه الحق ويرون ما كانوا فيه من ضلال وعمى .. ومن تلك الآيات