تَشْكُرُونَ (٧٣) وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (٧٤) وَنَزَعْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً فَقُلْنا هاتُوا بُرْهانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ)(٧٥)
____________________________________
التفسير :
قوله تعالى :
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللهِ يَأْتِيكُمْ بِضِياءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ)
السرمد : الدائم ، والنسبة إليه سرمدى ..
والآية وما بعدها ، استعراض لقدرة الله سبحانه وتعالى ، وإحسانه إلى خلقه ، وفضله عليهم ، ورحمته بهم .. فلو شاء سبحانه أن يجعل الليل قائما على هذه الأرض ، لا يعقبه نهار أبدا ، لاستولى الظلام على هذا الكوكب ، وعلى من فيه وما فيه ، ولما كان لأحد أن يغير هذا الوضع القائم أبدا ..
ـ وفي قوله تعالى : (أَفَلا تَسْمَعُونَ) إشارة إلى أن الحاسة العاملة في الإنسان ، عند الظلام ، هى حاسة السمع ، حيث يبطل عمل البصر ، ويتحول المجال الحسى للإنسان كله ، إلى أذن تسمع! .. فالناس في عالم الظلام ، تتجمع حواسهم في سمعهم .. ومع هذا ، فإن هؤلاء المشركين لا يسمعون ، حتى حين يكون السمع هو الوسيلة الوحيدة للإنسان في اتصاله بالحياة ..!
قوله تعالى :
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُمُ النَّهارَ سَرْمَداً إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلا تُبْصِرُونَ)