وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً (٧٠) وَمَنْ تابَ وَعَمِلَ صالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللهِ مَتاباً (٧١) وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً (٧٢) وَالَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْها صُمًّا وَعُمْياناً (٧٣) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً (٧٤) أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيها تَحِيَّةً وَسَلاماً (٧٥) خالِدِينَ فِيها حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً (٧٦) قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْ لا دُعاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزاماً)(٧٧)
____________________________________
التفسير :
قوله تعالى :
(وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمنِ قالُوا وَمَا الرَّحْمنُ أَنَسْجُدُ لِما تَأْمُرُنا وَزادَهُمْ نُفُوراً) ..
مناسبة هذه الآية لما قبلها ، هى أن الله سبحانه وتعالى ، قد ذكر في الآية السابقة عليها ، أنه ـ جل شأنه ـ هو الذي خلق السموات والأرض وما بينهما فى ستة أيام ، وأنه استوى على العرش ، برحمانيته ، ثم دعا ـ سبحانه ـ من غابت عنه هذه الحقيقة من رحمانية الرحمن ، أن يسأل أهل العلم والخبرة في هذا المقام .. فناسب ذلك أن يدعو إليه ـ سبحانه ـ الضالين ، باسم «الرحمن» الذي له في كل مخلوق أثره ، وله في كل حيّ نفحة من رحمته .. وبهذا يظهر ما عندهم من علم بالرحمن ، سواء أكان هذا العلم مما أدركوه بعقولهم ، وعرفوه بنظرهم ، أو أخذوه عن أهل العلم والخبرة ..