وإذا لم يكن هؤلاء الضالون يستشعرون الخطر الذي هم فيه ، ولا يرون جهنم المحيطة بهم في الدنيا ، فإنهم سيرون ذلك عيانا ، ويذوقونه نكالا وبلاء ، يوم القيامة ، يوم يأخذهم العذاب ، ويشتمل عليهم ، من رءوسهم إلى أقدامهم ، ويوم يقول لهم الحق سبحانه وتعالى : (ذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) .. فهذا هو عملكم الذي كنتم تعملونه في الدنيا ... لقد عملتم شرا فطعموا من هذا الشر!.
____________________________________
الآيات : (٥٦ ـ ٦٠)
(يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ (٥٦) كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنا تُرْجَعُونَ (٥٧) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها نِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ (٥٨) الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ(٥٩) وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللهُ يَرْزُقُها وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (٦٠)
____________________________________
التفسير :
قوله تعالى :
(يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ).
مناسبة هذه الآية والآيات التي بعدها للآيات السابقة ، أن الآيات السابقة كانت حديثا إلى المشركين من قريش ، وما يتحدون به رسول الله من إنزال آية مادية عليهم ، ومن استعجال العذاب الذي يتهددهم به ـ فجاءت