قال : فقبل؟ قال : أتى. فردّ قلبه مكانه ثم نهض فأتبعه أمية طرفه. فقال :
لبّيكما لبّيكما |
|
ها أنا ذا لديكما (١) |
[الرجز] فعادا ففعلا مثل ذلك ثلاث مرات. ثم ذهبا وزاد في الثّالثة :
إن تغفر اللهمّ تغفر جمّا |
|
وأيّ عبد لك لا ألمّا |
[الرجز]
ثم انطبق السقف ، وقام أمية يمسح صدره ، فقالت له : يا أخي ، ما ذا تجد؟ قال : لا شيء ، إلا أني أجد حرارة في صدري.
وعن الزّبير ، عن عمه مصعب بن عثمان ، عن ثابت بن الزبير ، قال : لما مرض أمية مرض الموت جعل يقول : قد دنا أجلي ، وأنا أعلم أن الحنيفية حقّ ، ولكن الشّك يداخلني في محمد. قال : ولما دنت وفاته أغمي عليه قليلا ثم أفاق وهو يقول : لبّيكما لبّيكما ... فذكر نحو ما تقدم وفيه : ثم قضى نحبه ، ولم يؤمن بالنبيّ صلىاللهعليهوسلم.
٥٥٣ ـ أمية بن سعد القرشي (٢). ذكره أبو زكريّا ابن مندة مستدركا على جدّه ، وأخرج من طريق خلف بن عامر عن فضل بن سهل الأعرج ، عن نصر بن عطاء الواسطيّ ، عن همام ، عن قتادة ، عن عطاء ، عن أمية القرشي ـ أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال له : «إذا أتتك رسلي فأعطهم كذا وكذا درعا» قلت. : والعارية مؤدّاة؟ قال : نعم» (٣).
قال أبو موسى في الذّيل : كذا روى.
وقد رواه ابن أبي عاصم عن فضل بن سهل الأعرج بالإسناد المذكور ، فقال : عن عطاء ، عن يعلى بن صفوان بن أمية ، عن أبيه.
وكذا رواه حبّان بن هلال ، عن همّام. والحديث معروف محفوظ لصفوان بن أميّة.
ويروي عن أميّة بن صفوان بن أميّة ، عن أبيه ، وهو عند أبي داود والنسائي على الصّواب.
__________________
(١) ينظر البيت في مختار الأغاني ١ / ٦٢.
(٢) أسد الغابة ت ٢٣٢.
(٣) أخرجه أحمد ٣ / ٤٠١ في مسند صفوان وأبي داود ٣ / ٨٢٢ في البيوع باب في تضمين العارية (٣٥٦٢) والحاكم ٢ / ٤٧ والبيهقي ٦ / ٨٩.