فقال : حسبك ، صدقت ، صدقت.
وقد قيل : إن سحيما قتل في خلافة عثمان. ويقال إنّ سبب قتله أنّ امرأة من بني الحسحاس أسرها بعض اليهود فاستخصّها لنفسه ، وجعلها في حصن له ، فبلغ ذلك سحيما فأخذته الغيرة ، فما زال يتحيّل حتى تسوّر على اليهوديّ حصنه فقتله ، وخلّص المرأة فأوصلها إلى قومه ، فلقيته يوما فقالت له : يا سحيم ، والله لوددت أني قدرت على مكافأتك على تخليصي من اليهوديّ. فقال لها : والله إنك لقادرة على ذلك ، وعرّض لها بنفسها ، فاستحيت وذهبت ، ثم لقيته مرة أخرى فعرّض لها بذلك ، فأطاعته وهويها وطفق يتغزّل فيها ، وكان اسمها سميّة ، ففطنوا له فقتلوه خشية العار عليهم بسبب سميّة.
وقال ابن حبيب : أنشدت رسول الله صلىاللهعليهوسلم قول سحيم عبد بني الحسحاس :
الحمد لله حمدا لا انقطاع له |
|
فليس إحسانه عنّا بمقطوع (١) |
[البسيط]
فقال : أحسن وصدق ، وإن الله ليشكر مثل هذا وإن سدّد وقارب ، إنه لمن أهل الجنّة.
٣٦٧٩ ـ سحيم بن وثيل : بالمثلثة مصغّرا ، الرياحي ـ بالتحتانية. شاعر مخضرم.
قال ابن دريد : عاش في الجاهليّة أربعين وفي الإسلام ستين ، وله أخبار مع زياد ابن أبيه ، وقد تقدّمت له قصّة مع سمرة بن عمرو العنبريّ.
وذكر المرزبانيّ أنه هو الّذي تفاخر هو وغالب بن صعصعة والد الفرزدق فتناحرا الإبل فبلغ عليا ، فقال : لا تأكلوا منه شيئا ، فإنه أهلّ به لغير الله.
وأخرجها سعيد بن منصور : سمعت ربعي بن عبد الله بن الجارود ، سمعت الجارود ابن أبي سبرة ، فذكر القصة في المنافرة والمناحرة.
وحاصل القصّة فيما ذكر أهل الأخبار أن غالبا وسحيما خرجا في رفقة وقد خربت بلادهم وفي خلافة عثمان ، فنحر غالب ناقة وأطعم ، فنحر سحيم ناقة ، فقيل لغالب : إنه يؤائمك ، فقال : بل هو كريم ، ثم نحر غالب ناقتين فنحر سحيم ناقتين ، ثم نحر غالب عشرا
__________________
وشرح شواهد المغني ١ / ٣٢٥ ، والكتاب ٢ / ٢٦ ، ٤ / ٢٢٥ ، ولسان العرب ١٥ / ٢٢٦ (كفى) ، ومغني اللبيب ١ / ١٠٦ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٦٦٥ ، وبلا نسبة في أسرار العربية ص ١٤٤ ، وأوضح المسالك ٣ / ٢٥٣ ، وشرح الأشموني ٢ / ٣٦٤ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٤٢٥ ، وشرح قطر الندى ص ٣٢٣ ، وشرح المفصل ٢ / ١١٥ ، ٧ / ٨٤ ، ١٤٨ ، ٨ / ٢٤ ، ٩٣ ، ١٣٨ ، ولسان العرب ١٥ / ٣٤٤ (نهى).
(١) ينظر البيت في ديوانه : ٦٨.