فاسألوني من كتاب الله ، ثمّ قال في بعض حديثه : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم نهى عن القيل والقال وفساد المال وكثرة السؤال».
فقيل له : «يا ابن رسول الله ـ أين هذا من كتاب الله»؟
قال : «إنّ الله ـ تعالى ـ يقول : (لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ) [٤ / ١١٤].
وقال : (وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِياماً) [٤ / ٥].
وقال : (لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ) [٥ / ١٠١].
وفي البصائر بإسناده (١) عنه عليهالسلام قال : «ما يستطيع أحد أن يدّعي أنّه جمع القرآن (٢) كلّه ـ ظاهره وباطنه ـ غير الأوصياء».
وفي رواية اخرى (٣) : «ما ادّعى أحد من الناس أنّه جمع القرآن كلّه كما أنزل الله إلّا كذب ، وما جمعه وحفظه كما أنزله الله إلّا علي بن أبي طالب والأئمّة من بعده».
__________________
(١) ـ بصائر الدرجات : الجزء الرابع ، باب (٦) : ١٩٣ ، ح ١. الكافي : كتاب الحجة ، باب أنه لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة ، ١ / ٢٢٨ ، ح ٢.
(٢) ـ الكافي : «أنّ عنده جميع القرآن».
وقال العلامة الطباطبائي ـ قدسسره ـ في تعليقته عليه (ذيل الكافي) : «الجملة وإن كانت ظاهرة في لفظ القرآن ومشعرة بوقوع التحريف فيه ، لكن تقييدها بقوله : «ظاهره وباطنه» يفيد أن المراد هو العلم بجميع القرآن من حيث معانيه الظاهرة على الفهم العادي ومعانيه المستنبطة على الفهم العادي».
(٣) ـ نفس المصدرين وفيه فروق يسيرة.