أوسع ، ولذلك تكثر الآيات المشتملة على ذكر العلم والقدرة والحياة والحكمة والكلام والسمع والبصر وغيرها.
وأمّا الأفعال : فبحر متّسع أكنافه ، ولا تنال بالاستقصاء أطرافه ، بل ليس في الوجود إلّا الله وأفعاله ـ وكل ما سواه فعله ـ لكن القرآن يشتمل على الجليّ منها والواقع في عالم الشهادة ، كذكر السماوات والكواكب والأرض والجبال والبحار والحيوان والنبات وإنزال الماء الفرات ، وساير أسباب النبات والحياة ، وهي التي ظهرت للحسّ.
وأشرف أفعاله وأعجبها وأدلّها على جلالة صانعها ما لا يظهر للحسّ ، بل هو من عالم الملكوت ، وليس في القرآن منه إلّا إشارات ورموز ، لقصور إدراك أكثر الخلق عن فهمها ؛ وهذا النوع بأقسامه هو زبدة القرآن وقلبه ولبابه وسرّه.
* * *
والنوع الثاني : تعريف طريق السلوك إلى الله ـ تعالى ـ.
وهو يشتمل على ما يوجب الإقبال إلى الله والإعراض عما سواه ؛ وترجمته قول : «لا إله إلّا الله». قال تعالى : (اذْكُرُوا اللهَ ذِكْراً كَثِيراً) [٣٣ / ٤١] ، (لا تُلْهِكُمْ أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ) [٦٣ / ٩] ، (وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً) [٧٣ / ٨] ، (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها* وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها) [٩١ / ٩ ـ ١٠](قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى* وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) [٨٧ / ١٤] ـ وأمثال ذلك ـ وهو بحر عميق من بحار القرآن.
* * *