على كل شيء قدير. ألا فليراقب الله العاقل وليتقه ، فلا يقدم على معاصيه ، وخاصة موالاة أعدائه على أوليائه. وأما الآية الثالثة (٣٠) (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ..) ففيها يذكر تعالى عباده بيوم القيامة ليقصروا عن الشر ويرعووا من الظلم والفساد فيقول أذكروا يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا أي حاضرا تجزى به ، وما عملت من سوء وشر حاضرا أيضا ويسوءها مرآه فتود بكل قلبها لو ان بينها وبينه غاية من المسافة لا تدرك وينهي تعالى تذكيره وإرشاده سبحانه وتعالى بقوله (وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ) مؤكدا التحذير الأول به ، ويختم الآية بقوله والله رؤوف بالعباد ، ونعم ما ختم به إذ لولاه لطارت قلوب العالمين فزعا وخوفا فذو الرأفة بعباده لا يوأس من رحمته.
هداية الآيات
من هداية الآيات :
١ ـ حرمة موالاة الكافرين (١) مطلقا.
٢ ـ موالاة الكافرين على المؤمنين ردة وكفر وبراءة من الله تعالى.
٣ ـ جواز التقيّة في حال ضعف المؤمنين وقوة الكافرين.
٤ ـ وجوب الحذر من عذاب الله تعالى وذلك بطاعته تعالى.
٥ ـ خطورة الموقف يوم القيامة ووجوب الاستعداد له بالإيمان والتقوى.
(قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٣١) قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ (٣٢))
شرح الكلمات :
(تُحِبُّونَ اللهَ) : لكمال ذاته وإنعامه عليكم.
__________________
(١) أي وإن لم يكن فيها ضرر للمسلمين ، وما أذن فيه للتقية فإنه مؤقت ولا يجوز الاستمرار فيه إلّا حال العجز عن الهجرة خشية ان يولد للمسلم أولاد فيوالون الكافرين وهم لا يعلمون أنّ ما كان عليه آباؤهم كان تقية لا غير.