(أَنْ يُمِدَّكُمْ) : أي بالملائكة عونا لكم على قتال أعدائكم المتفوقين عليكم بالعدد والعتاد.
(الْمَلائِكَةِ) : واحدهم ملاك وهم عباد لله مكرمون مخلقون من نور لا يعصون الله ما أمرهم ، ويفعلون ما يؤمرون.
(بَلى) : حرف إجابة أي يكفيكم.
(مِنْ فَوْرِهِمْ (١) هذا) : أي من وجههم في وقتهم هذا.
(مُسَوِّمِينَ) : معلمين بعلامات تعرفونهم بها.
(إِلَّا بُشْرى لَكُمْ) : البشرى : الخبر السار الذي يتهلل له الوجه بالبشر والطلاقة.
ولتطمئن به قلوبكم : اطمئنان القلوب سكونها وذهاب الخوف والقلق عنها.
(لِيَقْطَعَ طَرَفاً) : الطرف الطائفة ، يريد ليهلك من جيش العدو طائفة.
(أَوْ يَكْبِتَهُمْ) : أي يخزيهم ويذلهم.
(فَيَنْقَلِبُوا خائِبِينَ) : يرجعوا إلى ديارهم خائبين لم يحرزوا النصر الذي أمّلوه.
معنى الآيات :
ما زال السياق في تذكير الرسول صلىاللهعليهوسلم والمؤمنين بما تم لهم من النصر في موقف الصبر والتقوى في بدر فقال : (إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ) (٢) عند ما بلغهم وهم حول المعركة أن كرز بن جابر المحاربي يريد أن يمد المشركين برجاله يقاتلون معهم فشق ذلك على أصحابك فقلت : (أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ) بلى : أي يكفيكم. (إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ (٣) مِنْ فَوْرِهِمْ هذا) أي من وجههم ووقتهم هذا (يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ) بعلامات وإشارات خاصة بهم ، ولما انهزم كرز قبل تحركه وقعد عن إمداد قريش بالمقاتلين لم يمد الله تعالى رسوله والمؤمنين بما ذكر من الملائكة فلم يزدهم على الألف الأولى التي أمدهم بها لما استغاثوه في أول المعركة جاء ذلك في سورة
__________________
(١) الفور : مصدر فارت القدر فورا واستعير للأولية مع السرعة في الحال بدون بطء أو تأخر أو تراخ.
(٢) ذهب بعض المفسرين كمجاهد وعكرمة وغيرهما أن قوله تعالى : (إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ) الخ كان يوم أحد فهو وعد لهم بالمدد المذكور من الملائكة على شرط الصبر والتقوى فلما لم يصبروا ولم يتقوا كما هو معلوم لم يمدهم بالعدد المذكور من الملائكة ، وما ذهبنا إليه في التفسير أقرب إلى الواقع والله أعلم.
(٣) أي المشركون من أصحاب كرز.