طيفند
قلعة في بلاد الهند منيعة ، على قلّة جبل ليس لها إلّا مصعد واحد ، وعلى رأس الجبل مياه ومزارع وما احتاجوا إليه ، غزاها يمين الدولة محمود بن سبكتكين سنة أربع عشرة وأربعمائة ، وحاصرها زمانا وضيّق على أهلها ، وكان عليها خمسمائة قيل فطلبوا الأمان فآمنهم ، وأقرّ صاحبها فيها على خراج ، فأهدى صاحب القلعة إلى السلطان هدايا كثيرة ، منها طائر على هيئة القمري ، خاصيّته إذا أحضر الطعام وفيه سمّ دمعت عيناه وجرى منهما ماء وتحجّر ، فإذا تحجّر سحق وجعل على الجراحات الواسعة الحمها ، وهذا الطائر لا يوجد إلّا في ذلك الموضع ولا يتفرّج إلّا فيه.
عدن
مدينة مشهورة على ساحل بحر الهند من ناحية اليمن ، سميّت بعدن بن سنان بن إبراهيم ، عليه السلام ، لا ماء بها ولا مرعى ، شربهم من عين بينها وبين عدن مسيرة يوم ، وكان عدن فضاء في وسط جبل على ساحل البحر ، والفضاء يحيط به الجبل من جميع الجوانب ، فقطع لها باب بالحديد في الجبل فصار طريقا إلى البرّ.
وإنّها مرفأ مراكب الهند وبلدة التجار ومرابح الهند ، فلهذا يجتمع إليها الناس ويحمل إليها متاع الهند والسند والصين والحبشة وفارس والعراق ، وقال الاصطخري : بها مغاص اللؤلؤ.
بها جبل النار وهو جبل أحمر اللّون جدّا في وسط البحر ؛ قالوا : هو الجبل الذي تخرج منه النار التي هي من اشراط الساعة ، وسكّان عدن يزعمون أنّهم من نسل هارون ، عليه السلام ، وهم المربّون.
وبها البئر المعطّلة التي ذكرها الله تعالى في القرآن. ومن حديثها أن قوم