نجران
من مخاليف اليمن من ناحية مكّة ، بناها نجران بن زيدان بن سبا بن يشجب ، قال ، صلّى الله عليه وسلّم : القرى المحفوظة أربع : مكّة والمدينة وإيليا ونجران ، وما من ليلة إلّا وينزل على نجران سبعون ألف ملك ، يسلّمون على أصحاب الأخدود ثمّ لا يعودون إليها أبدا.
كان بها كعبة نجران ، بناها عبد المدان بن الريان الحرثي مضاهاة للكعبة ، وعظّموها وسمّوها كعبة نجران ، وكان بها أساقفة مقيمون ، وهم الذين جاءوا رسول الله ، صلّى الله عليه وسلّم ، للمباهلة.
قال هشام بن الكلبي : انّها كانت قبّة من أدم من ثلاثمائة جلد ، إذا جاءها الخائف أمن ، أو طالب حاجة قضيت حاجته أو مسترفد أرفد. وكانت القبة على نهر يستغلّ عشرة آلاف دينار تستغرق القبّة جميعها.
ينسب إليها عبد الله بن النامر ، سيّد شهداء نجران ؛ قال محمّد بن القرطي : كان أهل نجران أهل الشرك ، وكان عندهم ساحر يعلّم صبيانهم السحر ، فنزل بهم رجل صالح وابتنى خيمة بجنب قرية الساحر ، فجعل أهل نجران يبعثون أولادهم إلى الساحر لتعلّم السحر ، وفيهم غلام اسمه عبد الله ، وكان ممرّه على خيمة الرجل الصالح ، فأعجبه عبادة الرجل ، فجعل يجلس إليه ويسمع منه أمور الدين حتى أسلم ، وتعلّم منه الشريعة والاسم الأعظم.
فقال له الرجل الصالح : عرفت الاسم الأعظم فاحفظ على نفسك ، وما أظن أن تفعل. فجعل عبد الله إذا رأى أحدا من أصحاب العاهات يقول له : إن دخلت في ديني فإني أدعو الله ليعافيك! فيقول : نعم. فيدخل فيشفى حتى لم يبق بنجران أحد ذو ضربة ، فرفع أمره إلى الملك فأحضره وقال : أفسدت على أهل نجران وخالفت ديني ودين آبائي ، لأمثلنّ بك! فقال عبد الله : أنت لا تقدر على ذلك! فجعل يلقيه من شاهق فيقوم سليما ويرميه في ماء مغرق