يمنعون من يذهب إليه بالثياب المصبوغة. وبقرب هذا التلّ عين يخرج الناس إليها كلّ ليلة جمعة ، فيرون في بعض ناشئة الليل في تلك العين ضياء ونورا ، حتى يتبيّن لهم الحصى والحجر ، ويسمّون تلك العين الثواب.
بتّم
حصن منيع بناحية فرغانة. به معدن الذهب والفضّة والنوشاذر الذي يحمل إلى سائر البلاد. وهو في جبل شبه غار قد بني عليه بيت يستوثق من بابه وكواه يرتفع منه بخار شبيه بالدخان في النهار وبالنار في الليل ، فإذا تلبّد هذا البخار يكون منه النوشاذر ، ولا يتهيّأ لأحد أن يدخل هذا البيت من شدّة حرّه ، إلّا أن يلبس لبودا يرطبها بالماء ، ثمّ يدخله كالمختلس فيأخذ ما يقدر عليه ويسرع الخروج.
بجّانة
مدينة بالأندلس بقرب المرية. بها جمّة غزيرة الماء يقصدها الزمنى ويسكنون بها ، وأكثر من يواظب عليها يبرأ من زمانته. وبها فنادق مبنية بالحجارة لسكان قاصدي تلك الجمّة ، وربّما لم يوجد بها المسكن لكثرة قاصديها. وعلى الجمّة بيتان : أحدهما للرجال وهو على الجمّة نفسها ، والآخر للنساء يدخله الماء من بيت الرجال. وقد بني بيت ثالث مفروش بالرخام الأبيض ، يأتيه الماء من قناة ويختلط بماء الجمّة حتى يصير فاترا ، ويدخله من لا يستطيع دخول ماء الجمّة ، وتخرج فضلتها تسقي الزروع والأشجار.
بخارى
مدينة عظيمة مشهورة بما وراء النهر قديمة طيّبة. قال صاحب كتاب الصور :لم أر ولا بلغني أن في جميع بلاد الإسلام مدينة أحسن خارجا من بخارى.