وبها الخانات على طرق القوافل على كلّ فرسخ خان ، بنتها بنات السلاطين للثواب ، فإن البرد بالروم ثمانية أشهر والثلج كثير ، والقفل لا ينقطع في الثلج ، فيمشون كلّ يوم فرسخا وينزلون في خان من الخانات ، ويكون فيه من الطعام والشعير والتبن والحطب والبزر والاكاف والنعال والمنقل ، وانّها خير عظيم لم يبن مثلها في شيء من البلاد.
ومن خواصّ الروم أن الإبل لا تتولّد بها ، وإذا حملت إليها تسوء حالها وتتلف.
بها جبل أولستان. في وسط هذا الجبل شبه درب فيه دوران ، من اجتاز فيه وفي حال اجتيازه يأكل الخبز بالجبن ، ويدخل من أوّله ويخرج من آخره لا يضرّه عضّة الكلب الكلب ، وإن عضّ إنسانا غيره فعبر من بين رجلي المجتاز يأمن أيضا غائلته. وهذا حديث مشهور بالروم.
وبها عين النار بين أقشهر وانطاكية ، إذا غمست فيه قصبة احترقت.
حدّثني من شاهدها أنه قد ذكر ذلك للسلطان علاء الدين كيخسرو عند اجتيازه بها ، فوقف عليها وأمر بتجربتها ، فكان الأمر كما قالوا.
رندة
مدينة حصينة بأرض الأندلس من أعمال تاكرنا قديما. استجلب إليها المياه من ناحية المشرق وناحية المغرب فتوافي المياه داخلها.
بها نهر رندة ، وهو نهر يتوارى في غار لا يرى جريه أميالا ، ثمّ يخرج إلى وجه الأرض ويجري.
وبها نهر البرّادة ، وهو نهر يجري في أوّل الربيع إلى آخر الصيف ، فإذا دخل الخريف يبس إلى أوّل الربيع من القابل ، وهو على فرسخين من رندة.