وحكى بعض التجّار أنّه صعد هذه الجزيرة فرأى فيها قوما مردا وجوههم كوجوه الأتراك ، وآذانهم مخرّمة ولهم شعورهم على زيّ النساء ، فغابوا عن بصره ، ثمّ إن التجّار بعد ذلك أقاموا يتردّدون إليها ويتركون البضائع على الساحل ، فلم يخرج إليهم شيء من القرنفل ، فعلموا أن ذلك بسبب نظرهم إليهم ، ثمّ عادوا بعد سنين إلى ما كانوا عليه.
ولباس هذا القوم ورق شجر يقال له اللوف ، يأكلون ثمرتها ويلبسون ورقها.
ويأكلون حيوانا يشبه السرطان ، وهذا الحيوان إذا أخرج إلى البرّ صار حجرا صلدا ، وهو مشهور يدخل في الاكحال ، ويأكلون السمك والموز والنارجيل والقرنفل ، وهذا القرنفل من أكله رطبا لا يهرم ولا يشيب شعره.
جزيرة جابة
جزيرة في بحر الهند ، فيها قوم شقر وجوههم على صدورهم. وبها جبل عليه نار عظيمة بالليل ودخان عظيم بالنهار ، ولا يقدر أحد على الدنو منه ، وبها العود والنارجيل والموز وقصب السكّر.
جزيرة سقطرى
جزيرة عظيمة فيها مدن وقرى توازي عدن ، يجلب منها الصبر ودم الأخوين. أمّا الصبر فصمغ شجرة لا توجد إلّا في هذه الجزيرة ، وكان أرسطاطاليس كاتب الإسكندر يوصيّه في أمر هذه الجزيرة لأجل هذا الصبر ، الذي فيه منافع كثيرة سيما في الايارجات ، فأرسل الإسكندر جمعا من اليونانيّين إلى هذه الجزيرة ، فغلبوا من كان فيها من الهند وسكنوها.
فلمّا مات الإسكندر وظهر المسيح ، عليه السلام ، تنصّروا وبقوا على التنصّر إلى هذا الوقت ، وهم نسل الحكماء اليونانيّين ، وليس في الدنيا والله أعلم قوم من نسل اليونانيّين يحفظون أنسابهم غير أولئك ، ولا يداخلون فيها