أنت الّذي في السّماء إله وفي الأرض إله ، يا مدهّر الدّهور ، ومصوّر الصّور ، يا من ذلّت له الجواهر ، وسجدت له الأعراض ، وانعقدت بأمره الأجسام ، وتصوّرت عنده الأحكام. يا من تجلّى لما شاء ، كما شاء ، كيف شاء ، مثل التّجلّي في المشيئة لأحسن الصّورة.
وفي نسخة : مثل تجلّيك في مشيئتك كأحسن صورة.
والصّورة هي الرّوح النّاطقة الّتي أفردته بالعلم والبيان والقدرة.
ثمّ أوعزت إلى شاهدتك [لأنّي] في ذلك [الهويّ] (١) اليسير لمّا أردت بدايتي ، وأظهرتني عند عقيب كراتي ، ودعوت إلى ذاتي بذاتي ، [وأبديت] (٢) حقائق علومي ومعجزاتي ، صاعدا في معارجي إلى عروش أوليائي (٣) ، عند القول من برياتي ، إنّي أحتضر وأقتل وأصلب وأحرق ، وأحمل على السّافيات الذّاريات. وإنّ الذّرّة من [ينجوج] (٤) مظانّ هيكل [متجلّياتي] (٥) لأعظم من الرّاسيات.
ثمّ أنشأ يقول :
أنعى إليك [نفوسا] (٦) ماج (٧) شاهدها فيما وراء الغيب وفي (٨) شاهد القدم.
أنعى إليك قلوبا (٩) طالما هطلت |
|
سحائب الوحي لها أو بحر الحكم (١٠) |
أنعى إليك لسان الحقّ من (١١) زمن |
|
أودى وتذكاره في الوهم كالعدم (١٢) |
__________________
(١) في الأصل بياض ، والمستدرك من : سير أعلام النبلاء ١٤ / ٣٤٩ ، وتاريخ بغداد ٨ / ١٣٠.
(٢) في الأصل بياض ، والمستدرك من : سير أعلام النبلاء ، وتاريخ بغداد.
(٣) في تاريخ بغداد «أزلياتي».
(٤) في الأصل بياض ، والمستدرك من : سير أعلام النبلاء ، وتاريخ بغداد.
(٥) في الأصل بياض ، والمستدرك من : سير أعلام النبلاء وفي تاريخ بغداد : «متحلياتي».
(٦) في الأصل بياض ، والمستدرك من : سير أعلام النبلاء ، وتاريخ بغداد.
(٧) في : سير أعلام النبلاء ١٤ / ٣٤٩ : «طاح» ، وكذا في تاريخ بغداد.
(٨) في تاريخ بغداد : «فيما ورا الحيث أو في ..».
(٩) في السير ١٤ / ٣٥٠ : «علوما» ، والمثبت يتفق مع : تاريخ بغداد.
(١٠) في السير : «سحائب الوهي فيها أو بحر الحكم» ، وكذا في : تاريخ بغداد.
(١١) في السير : «من» ، وفي تاريخ بغداد : «منك ومن».
(١٢) في السير : «وتذكاره كالوهم في العدم» :