وشعوره.
كيف يخفى على الباحث : أنّ الإمامية تتعبد بالرّقاع الصادرة من المهديّ المنتظر ، وكلام الرجل ومَن لفَّ لفّه كما يأتي عن القصيمي في الصراع بين الإسلام والوثنيّة (١) أوضح ما هناك من السر المستسر في عدم تعبّدهم بها ، وعدم ذكر المحامدة الثلاثة (٢) مؤلفي الكتب الأربعة التي هي عمدة مراجع الشيعة الإمامية في تلكم التآليف شيئاً من الرقاع والتوقيعات الصادرة من الناحية المقدسة.
وهذا يوقظ شعور الباحث إلى أنّ مشايخ الإمامية الثلاثة كانوا عارفين بما يئول إليه أمر الأمة من البهرجة وإنكار وجود الحجة ، فكأنّهم كانوا منهيّين عن ذكر تلك الآثار الصادرة من الناحية الشريفة في تآليفهم مع أنّهم هم رواتها وحملتها إلى الأمة ، وذلك لئلّا يخرج مذهب العترة عن الجعفرية الصادقة إلى المهدوية ، حتّى لا يبقى لرجال العصبية العمياء مجال للقول بأنّ مذهب الإمامية مأخوذ من الإمام الغائب الذي لا وجود له في مزعمتهم ، وأنَّهم يتعبدون بالرّقاع المزوّرة في حسبانهم ، وهذا سرّ من أسرار الإمامية يؤكد الثقة بالكتب الأربعة والاعتماد عليها.
__________________
(١) في المجلد الثالث من الغدير ، وقد طُبع مستقلاً باعداد صديقنا الشيخ محمد الحسون ضمن هذه السلسلة.
(٢) أبو جعفر محمد بن يعقوب الكليني ، ابو جعفر محمد بن علي بن بابويه القمي ، ابو جعفر محمد بن الحسن الطوسى. (المؤلف)