٧ ـ ولذا قال الإمام عليه السلام : « تقضيان حقوق أهل المدينة » .
والمستفاد من هذه الرواية أمران : أحدهما عام ، والآخر خاصّ . .
* أمّا الأوّل :
فإنّ كلّ ما كان من الآداب والعادات والتقاليد الاجتماعيّة موجباً لتقوية روابط المحبّة وأواصر الأُخوّة بين الناس من غير أن يستلزم مفسدة ، فإنّه محبّذ عند الشارع أيضاً ، مندوب إليه ومحبوب لديه .
* وأمّا الثاني :
فإنّ السُنن الجارية في المجتمع في خصوص تكريم الميّت بإقامة المأتم عليه ، والبكاء والرثاء له ، وحضور الآخرين ، والمواساة لذوي الميّت وأصحاب العزاء . . كلّ ذلك قد أمضاه الشارع المقدّس قولاً وفعلاً وتقريراً . .
وممّا ورد في ذلك من رواياتنا :
* عن أبي عبد الله عليه السلام ـ في حديث ـ : « لمّا مات إبراهيم ابن رسول الله صلّىٰ الله عليه وآله وسلّم ـ هملت عين رسول الله بالدموع ، ثمّ قال رسول الله : تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول ما يسخط الربّ ، وإنّا بك يا إبراهيم لمحزونون » (١) .
* وعن أحدهما ـ عليهما السلام ـ : لمّا ماتت رقيّة . . . كانت « فاطمة عليها السلام علىٰ شفير القبر ، تنحدر دموعها في القبر » (٢) .
__________________
(١) وسائل الشيعة ٣ / ٢٨٠ ح ٣٦٥١ .
(٢) وسائل الشيعة ٣ / ٢٧٩ ح ٣٦٤٩ .