(٤) كونوا دعاةً للناس بغير ألسنتكم
عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : « كونوا دعاةً للناس بغير ألسنتكم ؛ ليروا منكم الورع والاجتهاد والصلاة والخير ، فإنّ ذلك داعية » (١) .
وفي هذه الرواية فائدة جليلة . .
إنّ الإنسان قد يكون واسطةً في التبليغ ، بأن يؤمر بتبليغ مطلب إلىٰ فرد أو أُمّة ، فإذا قام بواجب التبليغ ، بأن أدّىٰ الرسالة كما أُمر بها ، كان ممتثلاً للأمر ومؤدّياً للتكليف ، سواء علم بمضمون الرسالة أم لم يعلم ، وسواء عمل به أم لا .
وقد يتصدّىٰ الإنسان لتعليم علم من العلوم أو تدريس كتاب من الكتب ، فإنّه ـ إذا أحسن التعليم والتدريس ـ يكون قد قام بالواجب عليه ومؤدّياً للوظيفة المطلوبة منه ، وإن لم يطبّق علىٰ نفسه ما علّمه للغير ، وقد رأينا في المدرّسين لعلوم اللغة العربيّة ـ من النحو والصرف ونحوهما ـ من يتقن العلم ويحسن تدريسه ، بل يُعدّ من أفضل الأساتذة فيه ، لكنّه لمّا يتكلّم أو يقرأ يلحن .
وقد يريد الإنسان أن يكون داعياً ، وهذا يختلف عن « المبلّغ » و « المعلّم » تماماً ؛ لأنّ المقصود من « الداعوية » هو أن يدعو الناس إلىٰ
__________________
(١) وسائل الشيعة ١ / ٧٦ ح ١٧١ .