المصطفىٰ صلىاللهعليهوآلهوسلم ليتمّمها ، وضحّىٰ من أجلها ولده وريحانته الحسين عليهالسلام .
وبسبب هذه الأفكار القاصرة والرؤىٰ الضيّقة ترانا نسمع بين حين وآخر تسـاؤلات لا ترقىٰ إلىٰ مسـتوىٰ تضحية الإمام الحسـين عليهالسلام ، تسـاؤلات لو فكّر بها أصحابها بعيداً عن التعصّب والهوىٰ لكانوا قد وفّروا علىٰ أنفسهم عناء البحث عن أجوبة مقنعة لها ؛ لأنّ للإمام الحسـين عليهالسلام سياسة واضحة كوضوح الشمس ، لا تحتاج إلىٰ مزيد من التفكير للوصول إلىٰ مغزاها . .
فهو عليهالسلام لم يسـتخدم وسـائل غير شـرعية ولا أسـلحة محرّمة دولياً في حربه من أجل الدفاع عن شريعة جدّه ، بل اسـتخدم سـلاح التضحية بالنفس ـ والجود بالنفس أقصىٰ غاية الجود ـ والأولاد والأموال من أجل رفع كلمة الإسـلام وجعلها هي العليا ، ودحض كلمة الباطل المتمثّلة بيزيد وأعوانه وجعلها هي السـفلىٰ .
ومن بين الّذين وقفوا في وجه هؤلاء المشـكّكين ـ بالأدلّة والبراهين القاطعة ـ الشـيخ كاشـف الغطاء قدسسره ، الذي عُرف بمواقفه العظيمة في الدفاع عن مذهب ونهج أهل البيت عليهمالسلام ، من خلال قلمه السـيّال ، الّذي ما انفكّ يردّ المشـكّكين وأصحاب العقول المتحجّرة .
فكانت هذه الرسالة التي بين
أيدينا من جملة رسائله التي سارع فيها للدفاع عن حقيقة السياسة الحسينية ، هذه الحقيقة التي حاولت يد الغدر والخيانة ـ من أصحاب الأقلام المأجورة من قبل ملوك بني أُميّة وبني العبّاس ، ومَن لفّ لفّهم ، وإلى يومنا هذا ـ تشويهها وطمس معالمها ، لكي لا يتسنّىٰ للناس معرفة مقدار التضحية العظيمة التي ضحّىٰ بها
الإمام الحسين عليهالسلام من أجل الحفاظ علىٰ بيضة الإسلام ،
ولكي لا يطّلع الناس