[ جواب الشـيخ عبـد الحليم كاشف الغطاء ]
وعلمـت أنّ هـذا الكـتاب من الفاضل الأديـب الشـيخ عبـد المهدي مطر دام فضله ، وبعد أن اسـتوفيته بالنظر أمرني الوالد أن أكـتب في هذا الموضوع جواباً علىٰ ذلك السـؤال ، وأن أعتمد علىٰ نفسـي بدون الاسـتعانة بكاتب أو كـتاب إلّا ما يقضي به التاريخ ، فكـتبت ما يلي :
الشـكّ علّة البدع ، ومنشـأ الفسـاد ، وٱختلاف العقائد ، ما من أمرٍ إلّا معرض له (١) ، كـثيراً ما يطرأ علىٰ فكر المرء فيغيّر مجراه ويفسـد عليه معتقده ، حتّىٰ من البعيد أن يخلو منه امرؤٌ في هذه الحياة الدنيا ؛ لذلك من الصالح للمرء إزالته بأن ينظر فيه من هو أحصف عقلاً ، وأثبت رأياً ، وأسـمىٰ فكراً .
ومن تلك التي تلاعبت دول الشـكّ في أسـبابها ، وكـثر اللغط بها : هي الواقعة الشـهيرة ، وحقّـاً إنّها الواقعـة ، جلّـت وعظمت (٢) ، وبالحـريّ أن تداولتها الشـكوك ، وتلاعبت بها الأفكار ، وشـخصت إليها الأنظار .
والآن فلنـداول فكـرنا فيـها إجابة للطلب ، وإن كـنّا لسـنا من أصحـاب الأفكار السـامية والآراء الثاقبة ، لكنّ الفكر يظهر من الردّ والبدل علىٰ نتيجـة ناجعة .
فنقول : إنّا إذا نظرنا إلىٰ تاريخ الحروب والوقائع نرىٰ :
__________________
(١) كذا في الأصـل ، ولعلّ الأقرب إلىٰ الصـواب : ما من امرئٍ إلّا معرّضٌ له ، أو ما من أمرٍ إلّا عرضةً له ، أي : عرضةً للشكّ .
(٢) أي واقعة الطفّ الأليمة في كربلاء ، في عاشوراء سـنة ٦١ هـ .