نشـرها وتشـكيل جمعيّتها إلىٰ زمن غير قصير ، وأنّها تحتاج إلىٰ سـياسـة ودهاء وكذب ، وهذه لا يمكن أن يقوم بها رجل كالحسـين عليهالسلام ظاهر في أوائل الدولة ، مُعَرَّضٌ ـ بامتناعه عن البيعة ـ للقتل ، غير لائق به الكذب .
ثانياً : بوسيلة حربية ؛ وهي تقوم بإشـهار السـيف ، وهي التي لا مَفَرَّ للحسـين منها ، وهو أن يشـهر السـيف في مكّة والمدينة ، فيذهب مع أصحـابه الثائرين مـن أهـل المدينـة ليس لـه أثـر في التأريخ عظيـم ، فإنّـه لا يلاقي من تلك الفجائع التي تأخذ بالقسـط الأوفر من التأثير علىٰ النفوس ، فيذهب الحسـين في المدينـة كما ذهب أصحابه ، من عبـد الله بن الزبير وغيره من أهل المدينة ، لا أثر لهم في صفحات المجد والتأريخ ، فقط أنّه يمتاز عليهم بما له من الحسـب الشـريف ، وهذا لا يزيد كفّة الميزان شـيئاً يذكر ما لم يباشـره شـيء آخر .
فيتّضح من ذلك للناقد أن لا سـبيل له في الانتقاد علىٰ الحسـين عليهالسلام في خروجه ، وهو يرىٰ أنّ الوسـائل التي بيد الحسـين عليهالسلام لا تضع أثراً خالداً ، ويرىٰ أن لا بُـدّ له من القتل ، وإذا قتل بصورة بسـيطة غير مفجعة لم تؤثّر علىٰ النفوس أثراً كبيراً ، فنقول : قُتل كأصحابه ، وأكـثر العرب يموت قتلاً .
وهذا آخر ما تفضّل به عَلَيَّ الفكر ؛ والسـلام .
* * *