[ جواب الشـيخ كاشـف الغطاء ]
قال دامت بركاته وٱمتـدّت فيوضاته :
كَـتَبْتَ إليَّ أيّها الفاضل ـ مدّك الله منه بالعون والعناية ـ تذكر سـؤال الناقد المشـكّك عن الحسـين عليهالسلام إذا كان عالماً بقتله في خروجه إلىٰ كربلاء وسـبي عياله ، فقد عَرَّضَ بِعِرْضِهِ إلىٰ الهتـك .
وأنّك أجبت : بـ « أنّ الهتك فيه مزيد شـناعة لأعمال الأُمويّين لم تكن تحصل بقتله فحسـب » ، وذكرت أنّ المشـكّك لم يقنع بهذا الجواب ، وطلبت منّا جليّ البيان ليقف المشـكّك علىٰ صراط الاعتقاد .
فنقـول والله المسـتعان :
أوّلاً : إنّ هذا السـؤال وأمثاله من البحث والنظر الذي يتمخّض عن الاعتراض والتحدّي لأعمال الأئمّة ، بل ولأعمال رسـول الله وخلفائه المعصومين سـلام الله عليهم ، لا موقع له علىٰ أُصول مذهبنا معشـر الإمامية ، الّذين قادنا الدليل والبرهان إلىٰ القول بعصمة أُولئك النفر المخصوص (١) .
فليس عندنا في مناهجهم الخاصّة ، وأعمالهم التي تصدر عنهم طول حياتهم بين البشـر ، إلّا كمثل رَجُلٍ عَرَفَ مِنْهُ المَلِكُ تمام الكَفاءَةِ ، وأحْرَزَ مِنْهُ صِدْقَ الطاعةِ ، فأرسـلَه سـفيراً إلىٰ قومٍ ، يَبُثُّ بينهم الدعاية ، ويقوم فيهم بالإرشـاد والهداية ، وزوّده بمناهج مخصوصة ، وألزمه أن لا ينحرف
__________________
(١) راجع مباحث الإمامـة في : دلائل الصدق ٤ / ٢٠٥ وما بعـدها .