الخمور والفجور ، والضرب بالعود والطنبور ، وأوشـك أن يذهب دين محمّـد صلىاللهعليهوآلهوسلم أدراج الرياح ، وتكون نبوّته كـنبوّة مسـيلمة (١) وسـجاح (٢) ، ونظرائهـم (٣) .
__________________
(١) هو : مُسيلمة بن حبيب من بني تميم ، متنبّئ ، كان يسجع لقومه السجعات مضاهاةً للقرآن ، وضع عنهم الصلاة ، وأحلّ لهم الخمر والزنـا !
وُلد باليمامة قبل ولادة والد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، كان من المعمّرين ، تلقّب بالجاهلية بـ « الرحمٰن » ، وعرف بـ « رحمٰن اليمامة » ، قالوا في وصفه : كان رُوَيْجِلاً ، أُصيغر ، أُخينس ، كان اسمه مَسْلَمة ، وسمّاه المسلمون مُسـيلمة تصغيراً له ، قُتل في غزوة اليمامة عام ١٢ هـ ، وكان عمره آنذاك ١٥٠ سـنة .
ٱنظر : تاريخ الطبري ٢ / ١٩٩ ـ ٢٠٠ ، تاريخ الخلفاء ـ للسيوطي ـ : ٨٩ ، شذرات الذهب ١ / ٢٣ .
(٢) هي : سجاح بنت الحارث بن سويد ، وقيل : بنت غطفان التغلبية التميمية ، تكنّىٰ أُمّ صادر ، كانت رفيعة الشأن في قومها ، شاعرة ، أديبة ، عارفة بالأخبار ، لها علم بالكـتاب أخذته عن نصارىٰ تغلب ، وكانت متكهّنة قبل ادّعائها النبوّة ، وهي مع ادّعائها النبوّة فقد كذّبت بنبوّة مسيلمة الكذّاب ، ثمّ آمنت به ، فتزوّجها من غير صداق ! ثمّ أصدقها بأن وضع عن قومها صلاتَي الفجر والعشاء الآخرة ! !
وقيل : إنّها عادت إلىٰ الإسلام بعد مقتل مسيلمة ، فأسلمت وهاجرت إلىٰ البصرة ، وتوفّيت بها في زمان معاوية نحو سـنة ٥٥ هـ .
ٱنظر : مروج الذهب ٢ / ٣٠٣ ، الإصابة ٧ / ٧٢٣ رقم ١١٣٦١ ، البداية والنهاية ٦ / ٢٣٩ ـ ٢٤١ حوادث سنة ١١ هـ ، تاريخ الخميس ٢ / ١٥٩ ، لسان العرب ٦ / ١٧٤ مادّة « سجح » ، الأعلام ٣ / ٧٨ .
(٣) من أمثال : طُليحة بن خويلد بن نوفل بن نضلة بن الأشتر الأسدي ، شهد معركة الخندق مع الأحزاب ، وأسلم سنة ٩ هـ ، ثمّ ارتدّ وٱدّعىٰ النبوّة في عهد أبي بكر ، ثمّ كانت له وقائع كثيرة مع المسلمين ، ثمّ خذله الله وهرب حتّىٰ لحق بأعمال دمشق ، ونزل علىٰ آل جَفْنَة ، ثمّ أسلم وقدم مكّة معتمراً ، ثمّ خرج إلىٰ الشام مجاهداً ، وشهد اليرموك ، وشهد بعض حروب الفرس ، وقُتل بنهاوند سـنة ٢١ هـ .
ٱنظر : الاستيعاب ٢ / ٧٧٣ رقم ٧٧٣ ، أُسد الغابة ٢ / ٤٧٧ رقم ٢٦٣٩ ، تاريخ دمشق ٢٥ / ١٤٩ ـ ١٧٢ رقم ٢٩٩٢ ، الإصابة ٣ / ٥٤٢ .
=