كأُرجوحة بين الخَصاصة والغنىٰ |
|
ومنزلة بين الشقاوة والعمىٰ (١) |
حتّىٰ أصبحت كالآيـس من الحصول علىٰ تلك الأمنيّـة ، ولا يأس من روح الله .
وهذا الذي ذكرنا هنا طرف من سـياسـة الحسـين عليهالسلام ، وناحية من نواحيها ، ذكرنا منه ما يتعلّق به الغرض في الجواب ، ودفع الشـكّ والارتياب .
وفي الختام ، أرجع فأقول : ما أدري ، هل اندفع بهذه الوجوه الأربعة أو الخمسـة اعتراض الناقد أو المشـكّك علىٰ الحسـين عليهالسلام في حمل العيال ؟ !
وهل انكشـف السـتار عن تلك الأسـرار (٢) ؟ !
فإنْ كان كلّ ذلك البيان لم يقنعه ، ولم يدفع شـكّه وريبه ، فأمره إلىٰ الله ، ولا أحسـبه إلّا ممّن قال فيه سـبحانه : ( وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا ) (٣) .
والله وليّ التوفيـق لنا ولهم ، وبه المسـتعان .
__________________
(١) البيت للشريف الرضي ، وروايته في الديوان :
بأُرجوحة بين الخصاصة والغنىٰ |
|
ومنزلة بين الشقاوة والنُّعمىٰ |
ٱنظر : الديوان ٢ / ٣٥٢ .
(٢) ويحتمل البعض أنّ وجه حمل الحسـين عليهالسلام للعيال معه أنّه كان يخشـىٰ عليهنّ الأسـر والسـبي لو تركهنّ في بيوتهنّ بالمدينة ؛ لأنّ بني أُميّة كانوا يتوسّـلون إلىٰ أخذ البيعة منه بكلّ وسـيلة ، وحينئذ فإمّا أن يبايع أو يتركهنّ في الأسـر ؛ فإن صحّ ، فهو وجه خامس أو سـادس . منـه قدسسره .
(٣) سورة الأنعام ٦ : ٢٥ .