ربيع ٢ سـنة ١٣٥٨ هـ
سـؤال من أمريكا ـ مشـيغن
سـيّدي الحجّة آل كاشـف الغطاء . .
أُتيح لي أن أطّلع علىٰ كـتاب « السـياسـة الحسـينية » ، لجامعه : ولدكم المحروس عبـد الحليم ، وما دار به من بحوث حول الحسـين وسـياسـة الحسـين عليهالسلام ، فخرجت من هذه المطالعـة علىٰ وشـك الاعتـقاد الراسـخ من أنّ الحسـين لم يُـقتل إلّا لأجل شـيء معنويّ ، وهـذا الشـيء المعنوي لا يزال مجهولاً عند الباحثين عن تأريخ الحرب الأُموية ، وعند أتباع الحسـين عليهالسلام الّذين يتحرّون جميع الأسـاليب المؤثّرة ، ويزيدونها علىٰ النواجيـد (١) الحسـينية إثـارة للذكريات الدفينة (٢) التي تمجّـد موقف
__________________
(١) النَّجدة : الثِّقلُ والشِّدّة ، والفزع والهول ، والمنجود : المكروب .
ٱنظر : لسان العرب ١٤ / ٤٩ مادّة « نجد » .
(٢) أقـول : إنّ حادثة الطفّ الفجيعة ، وجريمة القتل الشـنيعة ، التي راح ضحيّتها حجّة الله علىٰ خلقه الإمام أبو عبـد الله الحسـين عليهالسلام وأهل بيته والخيرة من أصحابه ، ليسـت كالحوادث التاريخية الأُخرىٰ التي كلّما مرّ عليها الزمان يعتريها النسـيان وتصبح في خبر كان .
فتضحية الإمام الحسـين عليهالسلام هذه أحيت ديناً من الفناء ،
وأنقذت أُمّةً من الضياع والضلال ، فلولا هذه التضحية لَما بقي من الإسـلام إلّا اسـمه ومن القرآن إلّا رسـمه ؛ لذا اقترن اسمه عليهالسلام مع الدين اقتراناً ، فصارت
أسرار ومزايا شهادته عليهالسلام تتجدّد بتجدّد الزمان ، وتطلع كلّ يوم علىٰ البشر طلوع الشمس والقمر ، لا
ينتهي
=