الحسـين عليهالسلام ، وتخذل موقف يزيد والأُمويّين الّذين عاصروه ومشـوا علىٰ مبادئه وسـننه الظالمة .
إنّ الحسـين لم يُقتل لأجل الدين الإسـلامي كما تقول الشـيعة بذلك ، ولم يُسـتـشـهَد طلبـاً للمُـلك والسـلطان ، بل قُـتل عليهالسلام محافظاً علىٰ معنويّاته الهاشـميّة التي هي علّة وجود الأُمّة العربيّة وبعثها من جديد ، متمتّعة بجميع أسـاليب الثقافة ووسـائل النجاح الاقتصادي المادّي .
وهذه الـقَـتْـلَـةُ التي يقولون عنها : إنّها كانت في سـبيل الله ، وسـبيل المحافظة علىٰ معنويّة آل محمّـد في سـبيل الله أيضاً ، هي الشـيء المعنوي الذي لا يزال مخبّـأً عن أعين الباحثين .
ونحن إذا قلنا : إنّ الحسـين عليهالسلام مات دفاعاً عن شـرف الدين ؛ نكون قـد أسـأنا إلىٰ الدين الإسـلامي نفسـه ، الـذي ليس يقـوم علىٰ قَتْلة الحسـين عليهالسلام أو اسـتشـهاد أيّ نبيّ من الأنبياء ، وليس هو صورة مادّية يملكها فرد من البشـر لتموت بموته وتحيا بحياته .
والأفضل لكلّ مقتصد ، أن يجعل هذه القضيّة قضية عائليّة تتفاوت
__________________
= أمدها ، ولا ينطفئ نورها ، ولا تبرد حرارتها .
قال الإمـام أبو عبـد الله جعفر بن محمّـد الصادق عليهماالسلام : « نظر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم إلىٰ الحسـين بن عليّ عليهماالسلام وهو مقبل ، فأجلسه في حجره وقال : إنّ لقتل الحسـين عليهالسلام حرارة في قلـوب المؤمنيـن لا تبرد أبداً .
ثمّ قال عليهالسلام : بأبي قتيل كلّ عبرة .
قيل : وما قتيل كلّ عبرة يا بن رسـول الله ؟
قال : لا يذكره مؤمنٌ إلّا بكىٰ » .
ٱنظر : مسـتدرك الوسـائل ١٠ / ٣١٨ كـتاب الحجّ ح ١٤ .
وقال الشاعر :
كذب الموتُ فالحسينُ مخلّدُ |
|
كلّما مرّ الزمانُ ذِكرُه يتجدّدُ |