ويعسـوب الدين عليهالسلام ، من زينب وأُمّ كلثوم وسـكينة وخطبهنَّ في كربلاء والكوفة والشـام ، وفي مجلس يزيد وٱبن زياد ، في النوادي والمجتمعات ، فهل مع هذا كلّه تقول : إنّ التعاليم حرمت المرأة من مخالطة الرجال وسـماع أحاديثهم وأرجعتها إلىٰ بيتها ؟ !
أمّـا آيـة الحـجـاب ، فهـي واردة فـي خصـوص نسـاء النبيّ عليهالسلام ، وكان الأعراب الّذين أخبر الله جلّ شـأنه عنهم بقوله تعالىٰ : ( إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ) (١) يؤذون نسـاء النبيّ بالهجوم عليهنّ في منازلهنّ ، فنهاهم الله عن ذلك ، راجع سـورة الأحزاب (٢) .
نعم ، إنّ التعاليم الإسـلامية حرّمت علىٰ النسـاء مطلقاً التبرّج وإظهار الزينة للرجال : ( وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ ) (٣) ، وأين هذا من
__________________
(١) سـورة [ الحجرات ] ٤٩ آية : ٤ . القاضي الطباطبائي .
وٱنظر تفسير الآية الكريمة ـ مثلاً ـ في : تفسير الطبري ١١ / ٣٨١ ـ ٣٨٢ ، تفسير الفخر الرازي ٢٨ / ١١٧ ، مجمع البيان ٩ / ١٩٥ ، الدرّ المنثور ٧ / ٥٥٢ ـ ٥٥٤ .
(٢) ٱنظر مثلاً : تفسير الفخر الرازي ٢٥ / ٢٢٤ ـ ٢٢٦ ، مجمع البيان ٨ / ١٥٢ ، الدرّ المنثور ٦ / ٦٣٩ ـ ٦٤٣ .
(٣) سـورة [ الأحزاب ] ٣٣ آية ٣٣ .
قال الجصّاص ـ المتوفّىٰ ٣٧٠ هـ ـ : ( وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ ) يعني إذا خرجتنّ من بيوتكنّ ، قال : كانت لهنّ مشـية وتكسّـر وتغـنّج فنهاهنّ الله عن ذلك ، وقيل : هو إظهار المحاسـن للرجل ، وقيل : الجاهلية الأُولىٰ ما قبل الإسـلام ، والجاهلية الثانية حال من عمل في الإسـلام بعمل أُولئك ، فهذه الأُمور كلّها ممّا أدّب الله تعالىٰ به نسـاء النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم صيانة لهنّ ، وسـائر نسـاء المؤمنين مرادات بها . ( ا . هـ ) .
ٱنظر : أحكام القرآن ج ٣ ص ٤٤٣ ط مصر [ ٣ / ٥٢٩ ] . القاضي الطباطبائي .