بك الخبيث ( يعني : الشـيطان ) .
فقال : يا أمير المؤمنين ! هذا أنت في خشـونة ملبسـك وجشـوبة مأكلك ؟ !
قال : ويحك ! إنّي لسـتُ كأنت ، إنّ الله تعالىٰ فرض علىٰ أئمّة العدل أن يقدّروا أنفسـهم بضعفة الناس ؛ كي لا يتبيّغ (١) بالفقير فقره » (٢) .
* وللباقر والصادق عليهماالسلام مع سـفيان الثوري وأصحابه من متقشّفة ذلك العصر ومتصوّفة تلك الأيّام ، حيث كانوا يعترضون علىٰ الأئمّة عليهمالسلام إذا وجدوا عليهم بعض الملابس الفاخرة قائلين : « إنّ جدّكم رسـول الله وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما ما كانوا يلبسـون هذه الملابس ؟ !
فيقول لهم الإمام : ذاك حيث إنّ الزمان قلّ ، أمّا إذا درّت الدنيا أخلافها فأَوْلىٰ الناس بها أولياء الله » ؛ أو ما هو بهذا المضمـون (٣) .
* وللرضـا عليهالسلام كلامٌ عالٍ شـريفٌ في هذا الموضـوع (٤) .
__________________
= إلىٰ هذا المعنىٰ ، أنّه يمكن أن يراد به التحقير المحض ، ويمكن أن يراد به الاسـتعظام لعداوته لنفسه .
(١) تبيّغ : هاج ، تبيّغ به الدم ؛ أي هاج به ، وتبيّغ بالفقير فقره ؛ أي : هاج عليه وحمله علىٰ المنكر من الأعمال .
ٱنظر : لسان العرب ١ / ٥٥٨ مادّة « بيغ » .
(٢) نهـج البلاغـة ج ١ ص ٤٢٣ ط مصر [ ص ٣٢٤ ـ ٣٢٥ رقم ٢٠٩ ] ، شرح ابن أبي الحديد ج ٣ ص ١١١ ط مصر [ ١١ / ٣٢ ـ ٣٣ رقم ٢٠٢ ] . القاضي الطباطبائي .
(٣) ٱنظر : كشف الغمّة ٢ / ١٥٧ ، تهذيب الكمال في أسماء الرجال ٣ / ٤٢٥ رقم ٩٣٣ ، سير أعلام النبلاء ٦ / ٢٦١ ـ ٢٦٢ رقم ١١٧ ، بحار الأنوار ٤٧ / ٢٢١ ح ٧ .
(٤)
نقل الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ / ٢٧٩ رقم ٨١ حديثاً عن الإمام الرضا عليهالسلام ، عن أبيه موسىٰ بن جعفر عليهالسلام ، قال : سئل الصادق عليهالسلام عن الزاهد في
=