يومئذ وعلي قائم إلى جنبه : يا أيّها الناس انّ الله أمرني أن أنصب لكم إمامكم ووصيّي فيكم وخليفتي من أهل بيتي بعدي في أمّتي ، والذي فرض الله طاعته على المؤمنين في كتابه فأمركم فيه بولايته ، فراجعت ربّي خشية طعن أهل النفاق وتكذيبها فاوعدنى لأبلّغها أو ليعاقبنى ، يا أيّها الناس إنّ الله جلّ ذكره أمركم في كتابه بالصّلاة وقد بيّنتها لكم وسمّيتها والزكاة والصّوم والحجّ فبيّنته وفسّرته لكم وأمركم في كتابه بولايته ، وإنّي أشهدكم أيّها الناس إنّها خاصّة لعليّ وأوصيائي من ولدي وولده أوّلهم ابني حسن ثمّ ابني حسين ثمّ تسعة من ولد الحسين عليهالسلام لا يفارقون الكتاب حتّى يردوا عليّ الحوض ، أيّها الناس قد أعلمتكم الهدى بعدي ووليّكم وإمامكم وهاديكم بعدي وهو أخي عليّ بن أبي طالب ، وهو فيكم بمنزلتى فيكم فقلّدوه واطيعوه في جميع اموركم ، فإنّ عنده جميع ما علّمني الله وأمرني أن أعلّمه إيّاه وأن أعلمكم أنّه عنده فسألوه وتعلموا منه ومن أوصيائه ولا تعلّموهم ولا تقدّموهم ولا تخلّفوا عنهم فإنّهم مع الحق والحق معه لا يزايلونه ولا يزايلهم ، فقال عليّ : أيّها الناس أتعلمون انّ الله أنزل في كتابه (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).
فجمع رسول الله صلىاللهعليهوآله فاطمة والحسن والحسين ونحن معه في كساء ، فقال : اللهمّ أحبّني وعترتي وخاصّتي وأهل بيتي فأذهب عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيرا ، فقالت أمّ سلمة : وأنا ، فقال : وأنت إلى خير إنّما أنزلت فيّ وفي أخي وابنتي وابني الحسن وابني الحسين وفي تسعة من ولد الحسين عليهالسلام خاصّة ليس معنا اجلها ، فقام جلّهم فقالوا : نشهد انّ أمّ سلمة حدّثتنا ذلك ، فسألنا رسول الله صلىاللهعليهوآله ذلك فحدّثنا به كما حدّثتنا أم سلمة ، فقال عليّ : فانشدكم الله أتعلمون انّ الله أنزل (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) ، فقال سلمان : يا رسول الله أعامّة هي أم خاصّة؟ قال : أمّا المأمورون فالعامّة مع المؤمنين أمروا بذلك ، وأمّا الصّادقون فخاصّة لأخي عليّ ولأوصيائي من بعده إلى يوم القيامة، قال عليّ : فقلت لرسول الله صلىاللهعليهوآله في غزوة تبوك : يا رسول الله لم خلّفتني؟ فقال : إنّ المدينة لا تصلح إلّا لي أو لك وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا النبوّة فإنّه لا نبوّة بعدي
فقام رجال ممّن معه منّ المهاجرين والأنصار فقالوا : نشهد أنا سمعنا ذلك من رسول الله في غزوة تبوك.
السابع والأربعون : في كتاب سليم بن قيس الهلالي أنّه روى أبان عن سليم وعمر بن سلمة ـ حديثهما واحد هذا وذلك ـ قالا : قدم معاوية حاجّا في أمارته بعد ما قتل عليّ عليهالسلام وبايعه الحسن ،