في هذه الآية؟
فقال بعضهم : إن كفرنا بهذه الآية نكفر بسائرها وإن آمنّا فهذا ذلّ حين يسلّط علينا ابن أبي طالب ، فقالوا : قد علمنا إن محمدا صلىاللهعليهوآله صادق فيما يقول ولكنّ نتولاه ولا نطيع عليّا فيما أمرنا.
فنزلت هذه الآية : (يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها) ، يعني ولاية عليّ بن أبي طالب وأكثرهم الكافرون بالولاية (١).
الثالث : محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن محمد بن عبد الله عن عبد الوهاب بن بشير عن موسى بن قادم عن سليمان عن زرارة عن أبي جعفر عليهالسلام قال : سألته عن قول الله عزوجل : (وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) قال : إن الله أعظم وأعزّ وأجلّ وأمنع من أن يظلم ولكنّه خلطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه وولايتنا ولايته حيث يقول : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) يعني الأئمّة منّا ، ثمّ قال : في موضع آخر : (وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) ثمّ ذكر مثله(٢).
الرابع : محمد بن يعقوب بإسناده عن أحمد بن محمد عن عليّ بن الحكم عن الحسين بن أبي العلاء قال : ذكرت لأبي عبد الله عليهالسلام قولنا في الأوصياء إنّ طاعتهم مفترضة قال : فقال : «نعم هم الذين قال الله : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) ، وهم الّذين قال الله عزوجل : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) (٣).
الخامس : محمد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن زرارة والفضيل بن يسار وبكير بن أعين ومحمد بن مسلم ويريد بن معاوية وأبي الجارود جميعا عن أبي جعفر عليهالسلام قال : أمر الله عزوجل رسوله بولاية عليّ وأنزل عليه (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) ، وفرض ولاية أولي الأمر فلم يدروا ما هي ، فأمر الله محمّدا صلىاللهعليهوآله أن يفسّر لهم الولاية كما فسّر الصلاة والزكاة والصوم والحج ، فلمّا أتاه ذلك من الله ، ضاق بذلك صدر رسول الله صلىاللهعليهوآله وتخوّف أن يرتدّوا عن دينهم وأن يكذّبوه فضاق صدره وراجع ربّه عزوجل ، فأوحى الله عزوجل إليه (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) فصدع بأمر الله تعالى ذكره ، فقام بولاية عليّ عليهالسلام يوم غدير خم فنادى الصلاة جامعة وأمر الناس أن يبلّغ الشاهد منهم الغائب ، قال عمر بن أذينة :
__________________
(١) الكافي : ١ / ٤٢٧ / ح ٧٧.
(٢) الكافي : ١ / ١٤٦ ، ح ١١.
(٣) الكافي : ١ / ١٨٧ / ح ٧.