قالوا جميعا غير أبي الجارود : قال أبو جعفر عليهالسلام : وكانت الفريضة تنزل بعد الفريضة الاخرى وكانت الولاية آخر الفرائض فأنزل الله عزوجل (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي) ، قال أبو جعفر عليهالسلام : يقول الله عزوجل : لا أنزل عليكم بعد هذه فريضة قد أكملت لكم الفرائض (١).
السادس : ابن بابويه قال : حدّثنا عليّ بن حاتم رضى الله عنه قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني قال : حدّثنا جعفر بن عبد الله المحمدي قال : حدّثنا كثير بن عياش عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليهالسلام في قول الله عزوجل : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا).
قال : إنّ رهطا من اليهود أسلموا منهم عبد الله بن سلام وأسد وثعلبة وابن يامين وابن صوريا فأتوا النبيّ صلىاللهعليهوآله فقالوا : يا نبيّ الله إن موسى عليهالسلام أوصى إلى يوشع بن نون فمن وصيّك يا رسول الله ومن وليّنا بعدك؟ فنزلت هذه الآية : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : قوموا فقاموا وأتوا المسجد فإذا سائل خارج فقال: يا سائل أما أعطاك أحد شيئا؟
قال : نعم ، هذا الخاتم.
قال : من أعطاكه؟
قال : أعطانيه ذلك الرجل الذي يصلّي.
قال : على أيّ حال أعطاك؟
قال : كان راكعا فكبّر النبيّ صلىاللهعليهوآله وكبّر أهل المسجد.
فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «عليّ وليّكم بعدي ، قالوا رضينا بالله ربّا وبالإسلام دينا وبمحمّد نبيّا وبعليّ بن أبي طالب وليّا ، فأنزل الله عزوجل : (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ) ، فروي عن عمر بن الخطاب أنّه قال : والله لقد تصدّقت بأربعين خاتما وأنا راكع لينزل في ما نزل في عليّ بن أبي طالب فما نزل (٢).
السابع : عليّ بن إبراهيم في تفسيره قال : حدّثني أبي عن صفوان عن أبان بن عثمان عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليهالسلام قال : بينا رسول الله جالس وعنده قوم من اليهود فيهم عبد الله بن سلام إذ نزلت عليه هذه الآية ، فخرج رسول الله إلى المسجد ، فاستقبله سائل فقال : هل أعطاك أحد شيئا؟
قال : نعم ، ذلك المصلّي.
__________________
(١) الكافي : ١ / ٢٨٩ / ح ٤.
(٢) أمالي الصدوق ١٨٦ / مجلس ٢٦ / ح ٤.