فكنت ، خلقت لابن عمك ووصيك ووزيرك علي بن أبي طالب عليهالسلام» (١).
الثاني والعشرون : ابن بابويه قال : حدّثنا الحسين بن علي بن شعيب الجوهري رضى الله عنه قال: حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال : حدّثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال : حدّثنا الفضل بن الصقر العبدي قال : حدّثنا معاوية عن الأعمش عن الصادق جعفر بن محمد عليهالسلام عن أبيه عن آبائه قال خرج رسول الله صلىاللهعليهوآله [وعليه] (٢) خميصة قد اشتمل بها فقيل : يا رسول الله : من كساك هذه الخميصة؟ قال : «كساني حبيبي وصفيي وخاصتي وخالصتي والمؤدي عني ووصيي ووارثي وأخي وأوّل المؤمنين إسلاما وأخلصهم ايمانا وأسمح الناس كفا ، سيد الناس بعدي ، قائد الغر المحجلين وإمام أهل الأرض علي بن أبي طالب» (٣) فلم يزل يبكي حتى ابتل الحصى من دموعه شوقا إليه.
الثالث والعشرون : ابن بابويه قال : حدّثنا محمد بن علي ماجيلويه قال : حدّثنا علي بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم بن هاشم قال : حدّثني أبو الصلت عبد السلام بن صالح قال : حدّثني محمد بن يوسف الفريابي عن سفيان عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن حبيب بن الجهم قال : لما [رحل] بنا علي بن أبي طالب عليهالسلام إلى بلاد صفين نزل بقرية يقال لها صندودا ثم أمرنا فعبرنا عنها ثم عرس بنا في أرض بلقع ، فقام إليه مالك بن الحارث الاشتر رضى الله عنه فقال : يا أمير المؤمنين أتنزل الناس على غير ماء فقال : «يا مالك إن الله عزوجل سيسقينا في هذا المكان ماء أعذب من الشهد وألين من الزبد وأبرد من الثلج وأصفى من الياقوت» فتعجبنا ولا عجب من قول أمير المؤمنين عليهالسلام ، ثم أقبل يجر رداءه وبيده سيفه حتى وقف على ارض بلقع فقال : «يا مالك احتفر أنت وأصحابك» قال مالك : فاحتفرنا وإذا نحن بصخرة سوداء عظيمة فيها حلقة تبرق كاللجين فقال لنا : رموها فرمناها بأجمعنا ونحن مائة رجل فلم نستطع أن نزيلها عن موضعها ، فدنا منها أمير المؤمنين عليهالسلام رافعا يده إلى السماء وهو يدعو وهو يقول طاب طاب مريا عالم طيبوثابوتة شميثاكوبا حاحا نوثاد نوثيا برحوثا آمين آمين رب العالمين رب موسى وهارون ، ثم اجتذبها فرماها عن العين أربعين ذراعا.
قال مالك بن الحارث الأشتر فظهر لنا ماء أعذب من الشهد وأبرد من الثلج وأصفى من الياقوت فشربنا وسقينا ثم رد الصخرة وأمرنا أن نحثو عليها التراث ، ثم ارتحل [وسرنا] (٤) فما سرنا [إلّا] (٥) غير بعيد وقال : من منكم يعرف موضع العين؟ قلنا : كلنا يا أمير المؤمنين فرجعنا فطلبنا العين فخفى
__________________
(١) أمالي الشيخ الصدوق : ٢٥٠ / المجلس ٣٤ / ح ١٢.
(٢) زيادة من المصدر.
(٣) أمالي الشيخ الصدوق : ٢٥٠ / المجلس ٣٤ / ح ١٣.
(٤) زيادة ليست في المصدر.
(٥) زيادة من المصدر.