زكريا يحيى بن زكريا بن معاذ الترمذي قالا : أنبأنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن علي الحكيم الترمذي قال : أنبأنا الشيخ نصر قال : أنبأنا يزيد بن الحسن قال : أنبأنا معروف بن خربوذ المكي عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن حذيفة بن اسيد الغفاري قال : لما صدر رسول الله صلىاللهعليهوآله من حجة الوداع خطب قال : «أيها الناس انّه قد نبأني اللطيف الخبير انّه لن يعمر نبي إلّا مثل نصف عمر الذي يليه من قبل واني أظن أني موشك أن ادعى فاجيب وأني فرطكم على الحوض فإني مسائلكم حين تردون عليّ عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما الثقل الأكبر كتاب الله سبب طرف بيد الله وطرف بأيديكم فاستمسكوا ولا تضلوا ولا تبدّلوا وعترتي أهل بيتي فإني قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض» (١).
الرابع والثلاثون : عزّ الدّين ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة وهو من أعيان علماء العامة من المعتزلة قال : روى الناقدي قال : سئل الحسن البصري عن علي عليهالسلام وكان يظنّ به الانحراف عنه ولم يكن كما ظنّ فقال : ما أقول فيمن جمع الخصال الأربع؟ ائتمانه على براءة وما قال له الرسول في غزاة تبوك فلو كان غير النبوّة شيء يفوته لاستثناه ، وقول النبي صلىاللهعليهوآله : «الثقلان كتاب الله وعترتي وانه لم يؤمّر عليه أمير قط وقد أمّرت الامراء على غيره» (٢).
الخامس والثلاثون : ابن أبي الحديد قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «إنّي مخلف فيكم الثقلين» وقال صلىاللهعليهوآله : «اللهم أدر الحقّ معه حيث دار». وأمثال ذلك من النصوص الدالة على تعظيمه وتبجيله ومنزلته في الإسلام (٣).
السادس والثلاثون : ابن أبي الحديد قال : قال النبي صلىاللهعليهوآله : «خلفت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي حبلان ممدودان من السماء إلى الأرض لا يفترقا حتى يردا عليّ الحوض». فعبّر أمير المؤمنين عليهالسلام من أهل البيت بلفظ السّبب لما كان النبي صلىاللهعليهوآله قال : حبلان والسبب في اللغة الحبل عنى بقوله امروا بمودته قوله تعالى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) (٤) (٥).
السابع والثلاثون : ابن أبي الحديد قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام في خطبة له عليهالسلام : «خلف رسول الله صلىاللهعليهوآله فينا راية الحق من تقدمها مرق ومن تخلّف عنها زهق ومن لزمها لحق دليلها مكيث الكلام بطيء القيام سريع إذا قام ألا إنّ مثل آل محمد كمثل نجوم السماء إذا خوى نجم طلع نجم». قال
__________________
(١) فرائد السمطين : ٢ / ٢٧٢ / ب ٥٥ / ح ٥٣٩.
(٢) شرح نهج البلاغة : ٤ / ٩٥.
(٣) شرح نهج البلاغة : ١٠ / ٢٧٠.
(٤) الشورى : ٢٣.
(٥) شرح نهج البلاغة : ٩ / ١٣٣.