وإلا فهم يعترفون بالأصول الأساسية للدين من التوحيد والنبوّة والمعاد وغيرها.
كما أنّه لا مانع من شمول هذه الروايات لصورة وجود الشبهة لأنّها في المقام ليست حالة نادرة فلاحظ.
٥ ـ الروايات الواردة بمضمون أنّ حبّهم إيمان وبغضهم كفر وهي مستفيضة جمع قسماً منها العلاّمة المجلسي في البحار تحت عنوان (ذمّ مبغضهم وأنّه كافر حلال الدم ...) (١).
والظاهر أنّ المراد بالكفر في هذه الروايات ما يقابل الإسلام لا ما يقابل الإيمان وذلك :
أوّلاً : لوضوح خروج المبغض لهم عن الإيمان فإنّ كون الإيمان متقوّم بحبهم وولائهم من الواضحات.
ثانياً : إنّ نفس التعبير عن حبّهم بأنّه إيمان يستلزم انتفاء الإيمان بمجرّد انتفاء هذا الحبّ وإن لم يكن هناك بغض لهم وهذا يناسب أن يكون الثابت مع البغض شيئاً آخر غير ما ثبت بمجرّد انتفاء الحبّ وهو الكفر.
ثالثاً : التعبير بالكفر فإنّه ظاهر في إرادة ما يقابل الإسلام.
وعليه فتدلّ الروايات المذكورة على اشتراط عدم بغضهم في الإسلام.
٦ ـ الأحاديث الواردة في الخوارج وأنّهم يمرقون من الدين كمروق السهم (٢) فإنّ الظاهر من الدين الإسلام ، وإرادة المروق عن الطاعة بعيد جداً.
__________________
(١) البحار ٢٧ / ٢١٨.
(٢) سفينة البحار ٨ / ٦٠.