أ ـ المدرسة الأخبارية :
قامت المدرسة الأخبارية التي قادها محمّـد أمين الاسترآبادي (ت ١٠٣٣ هـ) بمحاولة إلغاء دور المباني الأُصولية في عملية الاستنباط ، فقد هاجمت تلك المدرسة ـ على لسان زعيمها الاسترآبادي ـ فقهاء الطائفة ومؤسّسي علم الأُصول كابن أبي عقيل وابن الجنيد والشيخ الطوسي بحجّة أنّهم اقتبسوا مباني علم أصول الفقه من أهل السنّة ، وبذلك فإنّهم ساهموا ، حسب زعمها ، في فقدان أهمّية النصوص الشرعية للمذهب الإمامي ، وسخّرت تلك المدرسة من فقهاء الإمامية من (القديمين) (١) وحتّى (الشهيدين) (٢) ، وتساءلت : لو كان الفقه يتطلّب حقّاً استعمال القواعد الأُصولية لكان ذلك يعني أنّ بعض أصحاب الأئمّة عليهمالسلام لم يكونوا فقهاء ، لأنّهم لم يمارسوا استعمال تلك القواعد ، فكيف تظهر القواعد المشتركة بعد الغيبة ولم يلتفت إليها الأصحاب؟
مباني المدرسة الأخبارية :
وقد اعتمدت المدرسة الأخبارية على ثلاثة مباني لتبرير حججها وهي :
١ ـ عدم حجّية ظواهر الكتاب والسنّة ؛ فقد اعتقدت تلك المدرسة
__________________
(١) القديمين : يقصد بهما ابن أبي عقيل العماني المعاصر للشيخ الكليني في طليعة القـرن الرابع الهجـري ولم نعثر على تاريخ وفاته ، وابن الجـنيد الاسكافي(ت ٣٨١ هـ).
(٢) الشهيدين : يقصد بهما الشهيد الأوّل (ت ٧٨٦ هـ) ، والشهيد الثاني(ت ٩٦٥ هـ).