الفصل الرابع
عصر البناء العلمي
طبيعة الملازمة بين الحكمين العقلي والشرعي
مقدمة
وقد حصل تطوّر على درجة كبيرة من الأهمّية في بحث (الدليل) خلال القرون الثلاثة التي ابتدأت بالقرن الحادي عشر وانتهت في القرن الثالث عشر الهجريين ، وكان ذلك التطوّر ثمرة من ثمرات جهود فقهاء على مستوى عال من الفطنة والاستيعاب لدور (أصول الفقه) في عملية استنباط الحكم الشرعي أمثال :
الفاضل التوني (ت ١٠٧١ هـ) وكتابه الوافية في أصول الفقه.
والوحيد البهبهاني (ت ١٢٠٦ هـ) في كتاب الفوائد الحائرية.
والسيّد محسن الأعرجي (ت ١٢٢٧ هـ) وكتابه المحصول في علم الأُصول.
والمحقّق القمّي (ت ١٢٣١ هـ) وكتابه القوانين المحكمة.
والشيخ محمّـد تقي بن محمّـد رحيم الأصفهاني (ت ١٢٤٨ هـ) وكتابه هداية المسترشدين في التعليق على كتاب معالم الدين.
وقد كان الشيخ مرتضى الأنصاري (ت ١٢٨١ هـ) من أعظم فقهاء تلك الفترة وخصوصاً خلال ازدهار الحوزة النجفية في القرن الثالث عشر الهجري ، إلاّ أنّنا أفردنا لمناقشة أفكاره قسماً خاصاً في هذا الفصل أسميناه بعصر الحجج والأدلّة الشرعية والعقلية ، وقد كان موضوع إثبات الملازمة