صلّى الإله عليهم كلّما سجعت |
|
ورق فهم للورى ذخرٌ ومعتصمُ (١) |
فقد كان لأئمّة أهل بيت الرسالة دورُهم المهمّ والخطير في حمل رسالة السماء وتبليغ حقائقها وتبيين أحكامها وحكمها الأصيلة بين أُمّة أضلَّتها يد النفاق في تلك العصور المظلمة لخلفاء الجور.
فمن مواقفهم الشريفة التي تجلّت وأشرقت ، وكان لها الدور المهم في بناء شخصيّة الانسان ، وفي معرفة القيم الإلهية ، وحقيقة الإمامة ، هي (الأدعية والزيارات) التي صدرت منهم ورويت عنهم ، وتناقلت نسلا بعد نسل ، وربيت عليها الأجيال جيل بعد جيل.
فمثلاً الصحيفة السّجاديّة نقلت إلينا الكثير من المعارف والقيم والخلق والكرامة والإباء و... من تربية النفس وتزكيتها والسير في معرفة الباري والوصول إليه ، وما إلى ذلك من معرفة الدين وحدوده ، وقد جاءت كلُّ هذه الأُمور على صيغة الدعاء والتوجّه والانقطاع إلى الله تبارك وتعالى.
وهكذا في سائر الأدعية الواردة عنهم عليهمالسلام وهذه الزيارات بين أيدينا نتصفّحُها ونقرأها فنراها تدلّنا على حقّ الإمامة لأئمّة بيت النبوّة ، فتارة تضعُ الحدّ بين الحقِّ والباطل في معرفة أولياء الدين من اعدائه ، والتولّي لأوليائه والتبرّي من أعدائه ، والتشفّي في الانتقام منهم تحت راية إمام مهديٍّ منصور من نسل آل محمّـد (صلى الله عليه وآله وسلم) كما ورد في زيارة عاشوراء وتارةً تنقل لنا صوراً مفجعةً ممّا جرى على خامس أصحاب الكساء ، وما جرى على حرائر الرسالة من بعده عليهالسلام ، وتبيّن لنا مصائباً جرت عليهم تذهل لها العقول
__________________
(١) اعيان الشيعة ٤ / ٣٤٢.