وتأبى النفوس الصالحة أن يجري في أُمّة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) كمثل هذه الفجائع والأشجان على خير بيت وأشرف البريّة أجمعين ، وهم بيت الوحي والنبوّة والرسالة ، كما وردت ذكر هذه الأُمور في زيارة الناحية المقدّسة.
وتارةً تبيّن لنا الزيارة أنّ الإمامة هي وراثة إلهيّة تختصّ بالأنبياء وأوصياء الأنبياء كما ورد في زيارة وارث.
أمّا الزيارة الجامعة الكبيرة فهي بين يدي القرّاء الكرام ، وهي محلّ القصد من مقدّمتي هذه.
فإذا قرأتم هذه الزيارة المباركة رأيتم فيها العبارات الكافية الوافية في معنى الإمامة ، بل رأيتم متانة الألفاظ وسلاسة كلماتها التي تنقل للقارئ الكريم المعاني والمضامين العالية في مفهوم الامامة.
والزيارة الجامعة الكبيرة هي أسمى وأرقى زيارة في معرفة المعصومين الأربعة عشر عليهمالسلام ، وفي بيان مقامهم وقرب منزلتهم من الله تبارك وتعالى ..
رواها الشيخ الصدوق في الفقيه والشيخ الطوسي في التهذيب عنه. قال محمّـد بن علي بن الحسين بن بابويه عن علي بن أحمد بن موسى والحسين بن إبراهيم بن أحمد الكاتب عن محمّـد بن عبـد الله الكوفي عن محمّـد بن اسماعيل البرمكي عن موسى بن عبـد الله النخعي قال قلت لعلي ابن محمّـد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمّـد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهمالسلام علّمني يا بن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قولاً أقوله بليغاً كاملاً إذا زرت واحداً منكم ... إلى آخره (١).
__________________
(١) الفقيه ٢ / ٦٠٩ ح ٣٢١٣ ، التهذيب ٦ / ٩٥ ح ١٧٧.