فكما يظهر لنا بوضوح من السنَد أنّها صدرت عن عاشر أئمّة الهدى الإمام عليّ بن محمّـد الهادي عليه وعلى آبائه آلاف التحيّة والسلام.
ولست بصدد البحث عن سندها ولكن أقول :
كلّ من بحث في سند الزيارة الجامعة أقرّ أخيراً بأنّها مقبولة عند الشيعة بلا منازع فيهم ، هذا وإنّ فصاحتها وبلاغتها وعظمة مضامينها ومفاهيمها تحمل في طيّاتها نفس الإمامة.
وإليك بعض ما قاله علماء المذهب الحقّ والفرقة الناجية في الزيارة : قال العلاّمة الشيخ محمّـد باقر المجلسي رحمهالله : أقول : أوردت في هذا الكتاب من الجوامع بعدد المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين ، لكن أفضلها وأوثقها الثانية (أي : الزيارة الجامعة الكبيرة) ، ثمَّ الأُولى (أي : الزيارة الجامعة الصغيرة) والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة ، ثمَّ العاشرة والثالثة. (إشارةً منه إلى سائر الزيارات التي أوردها). وقال : ورأيت في بعض الكتب زيارات جامعة أخرى تركتها إمّا لعدم الوثوقّ بها أو لتكرّر مضامينها مع ما نقلناه ... إلى آخره (١).
وقال رحمهالله في شرحها : أقول إنّما بسطت الكلام في شرح تلك الزيارة قليلاً وإن لم استوف حقّها حذراً من الإطالة ، لأنّها أصحّ الزيارات سنداً ، وأعمّها مورداً ، وأفصحها لفظاً وأبلغها معنىً ، وأعلاها شأناً (٢).
وذكر الشيخ محمّد تقي المجلسي رؤيا وصفها بالحقّة رأى فيها تقرير الإمام علي بن موسى الرضا صلوات الله عليه له وتحسينه عليه (٣).
__________________
(١) بحار الأنوار ٩٩ / ٢٠٩.
(٢) بحار الأنوار ٩٩ / ١٤٤.
(٣) روضة المتقين ٥ / ٤٥١.