وذكر أيضاً في هذا المجال مكاشفة حصلت له لمّا وفّقه الله لزيارة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام ـ يطول المقام بذكرها ـ ورأى كرامات عجيبة ومعجزات غريبة ببركة الزيارة الجامعة ثمّ يستند على ما رأى ويحتج به قائلاً : فالحاصل إنّه لا شكّ لي إنّ هذه الزيارة من أبي الحسن الهادي سلام الله عليه بتقرير الصاحب عليهالسلام وإنّها أكمل الزيارات وأحسنها ... إلى آخره (١).
وقال الشيخ أحمد بن زين الدين الإحسائي رحمهالله في مقدَّمته لشرح الزيارة الجامعة الكبيرة : فأقول : وبالله المستعان إنّ هذه الزيارة الجامعة اشتهرت بين الشيعة حتّى استغنت باشتهارها عن ذكر إثباتها وبيان سندها فكانت متلقّاة عند جميع الشيعة بالقبول من غير معارض فيها ولا راد لها مع ما كانت مشتملة عليه من المعاني الغريبة والأَسرار المتصعّبة العجيبة ... إلى آخره (٢).
وقال السـيّد عبـد الله شـبّر : لا يخفى على أُولي البصائر النقّادة ، وأرباب الأذهان الوقّادة ، وذوي العقول السليمة ، وأصحاب الأفهام المستقيمة ، أنّ الزيارة الجامعة الكبيرة أعظم الزيارات شأناً وأعلاها مكانة ومكاناً ، وأنّ فصاحة ألفاظها وفقراتها ، وبلاغة مضامينها وعباراتها ، تنادي بصدورها من عين صافية ، نبعت عن ينابيع الوحي والإلهام ، وتدعوا إلى أنّها خرجت من ألسنة نواميس الدين ومعاقل الأنام ، فإنّها فوق كلام المخلوق وتحت كلام الخالق الملك العلاّم ... إلى آخره (٣).
__________________
(١) روضة المتقين ٥ / ٤٥٢.
(٢) شرح الزيارة الجامعة الكبيرة ١ / ٢.
(٣) الأنوار اللامعة : ٢٧.