وصرّح أيضاً قائلاً : اعلم أنّ هذه الزيارة قد رواها جملة من أساطين الدين ، وحملة علوم الأئمّة الطاهرين ، وقد اشتهرت بين الشيعة الأبرار اشتهار الشمس في رابعة النهار ، وجواهر مبانيها وأنوار معانيها دلائل حقّ وشواهد صدق على صدورها عن حملة العلوم الربّانية ، وأرباب الأسرار الفرقانيّة المخلوقين من الأنوار الالهيّة ، فهي كسائر كلامهم الذي يغني فصاحة مضمونه وبلاغة مشحونه عن ملاحظة سنده كنهج البلاغة والصحيفة السجّادية وأكثر الدعوات والمناجاة (١).
وكرّر هذا المعنى في فقرة أخرى قائلاً : واعلم أنّ هذه الزيارة الشريفة لا تحتاج إلى ملاحظة سند ، فإنّ فصاحة مشحونها وبلاغة مضمونها تغني عن ذلك ، فهي كالصحيفة السجّادية ونهج البلاغة (٢).
أكتفي بهذا المقدار ممّا ذكره علماء الفرقة الاثني عشرية الناجية في حقِّ الزيارة الجامعة الكبيرة في كتبهم وشروحهم.
وقد وردت شروح عديدةٌ في الزيارة الجامعة ، ذكرها الشيخ آقا بزرگ الطهراني (٣) في كتابه الموسوم بالذريعة.
وهذه الزيارة الجامعة الكبيرة قد نظمتها برمّتها في نظم تظميني على شكل أرجوزة تتكوّن من (٤٥٤) بيتاً احتوت الزيارة الجامعة الكبيرة بأسرها بجميع عباراتها وكلماتها المتناسقة المتتالية واحدةً تلو الأخرى بدون تقديم وتأخير فيها ، وقد اعتمدت في الكلمات التي تعسَّر نظمُها على التفكيك أي : تفكيك الكلمة ، ومواردها في هذه الأُرجوزة معدودةٌ ملحوظة.
__________________
(١) الأنوار اللامعة : ٢٩.
(٢) الأنوار اللامعة : ٣٠.
(٣) الذريعة ٣ / ٣٠٥ ـ ٣٠٦.