وقد قصدت نظم الزيارة مراعياً فيها الإختصار على نظم جملها المباركة من دون شرح وإطناب فيها ، وإنّي اعتبر أُرجوزتي هذه ما هي إلاّ هديّةٌ من سيدي ومولاي ثامن الحجج الإمام السلطان أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا عليهالسلام.
وذلك لمّا قصدت زيارته واغرورقت عيناي بالدموع عند ضريحه الشريف وسألته أن يمنحني من لدنه موهبةً كريمة فما أن رجعت إلى الصحن الشريف وجلست مع من صحبني من أهلي واحبّتي وكان بيدي كتاب مفاتيح الجنان أتصفّحُه وأنظر إلى ما يحتويه من الأدعية والزيارات حتّى وقعت عيني على الزيارة الجامعة الكبيرة فبينما أنا أطالعها وأنظر إليها وقد أعجبتني رقّة كلماتها ودقَّةُ تعبيرها ومتانة جملاتها وحسن أُسلوبها فإذا خطر ببالي الفاتر أن أقصدها محاولاً نظمها وبدأت بالفور بهذه العمليّة المباركة فكان أوّل ما قلته في تلك الليلة من الأبيات هي :
قل السلام سادتي عليكم |
|
وأصله وفرعه إليكم |
رمز التقى والودّ والأُخوّة |
|
يا أهل بيت العلم والنبوّة |
ولا يخفى أنّه من الصعب تضمين النثر في إطار النظم ، وذلك بهذه الصورة أن تراعى فيها على نسق الجملات من دون تقديم وتأخير في كلماتها ، وحتّى مراعاة الإعراب فيها فقد وفّقني الله تبارك وتعالى لذلك ، فحركات الكلمات في النظم من رفع ونصب وجرٍّ جاء موافقاً ـ ما أمكنني ـ لحركات الكلمات في زيارة الجامعة الكبيرة.
وعمدت إلى مطالعتها كراراً ومراراً ، فعثرت فيها على ثغرات في أداء الجمل والوزن الشعري تمكّنت من إصلاحها ، وقد وافقني على مطالعتها ومراجعتها سماحة حجّة الإسلام والمسلمين السيّد محمّـد علي القزويني