٤ ـ وروى ابن شـهاب ، عن سـالم بن عبـد الله وخارجة :
«إنّ أبا بكر الصدّيق كان جمع القرآن في قراطيـس (١) ، وكان قد سـأل زيد بن ثابت النظر في ذلك فأبى ، حتّى اسـتعان عليه بعمر ، ففعل ، فكانت الكـتب عند أبي بكر حتّى توفّي ، ثمّ عنـد عمر حتّى توفّي ، ثمّ كانت عند حفصة زوج النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فأرسل إليها عثمان ، فأبت أن تدفعها ، حتّى عاهدها ليردّنّها إليها ، فبعثت بها إليه ، فنسـخ عثمان هذه المصاحف ، ثمّ ردّها إليها ، فلم تزل عندها ...» (٢).
٥ ـ وروى هشـام بن عروة ، عن أبيه ، قال :
«لمّا قُتل أهل اليمامة ، أمر أبو بكر عمرَ بن الخطّاب ، وزيدَ بن ثابت ، فقال : اجلسـا على باب المسـجد ، فلا يأتينّـكما أحد بشيء من القرآن تنكرانه يشـهد عليه رجلان إلاّ أثبتُّماه ؛ وذلك لأنّه قتل باليمامة ناس من أصحاب رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد جمعوا القرآن» (٣).
__________________
، معرفة الصحابة ـ لأبي نُعيم ـ ١ / ٣٢ رقم ١ ح ١٠٦ ، مصنّف ابن أبي شـيبة ٧ / ١٩٦ ب ٥٣ ح ١.
(١) القرطاس : معروف يُتَّخذ من بَرْدِيّ يكون بمصر ، والقِرْطاس : ضَرْبٌ من برود مصر ، والقِرْطاس : أديم يُنْصَب للنِّضال ، ويسمّى الغَرَضُ قِرْطاساً ، وكلّ أديم ينصَب للنِّضال فاسمُه قِرطاس ، فإذا أصابه الرامي قيل : قَـرْطَس ، أي أصاب القرطاس ، والـرِّمْـيَـةُ التي تُصيب مُـقَـرْطِسة ، والقِرْطاسُ والـقُرطاس والقِرْطَس والـقَـرْطاس ، كلّه : الصحيفة الثابتة التي يُـكتب فيها.
انظر : لسان العرب ١١ / ١١٦ مادّة «قرطس».
(٢) المصاحف ـ للسـجسـتاني ـ : ١٥ ـ ١٦.
وراجع : منتخب كـنز العمّال بهامش مسـند أحمد ٢ / ٤٤ ـ ٤٥ ، كـنز العمّال ٢ / ٥٧٣ ح ٤٧٥٥.
(٣) تاريخ دمشـق ٤٤ / ٣٧٦.