(٢٤)
رحم الله جعفراً ما كان أحسن ما يؤدّب أصحابه
وفي كلّ باب أدّبوا شيعتهم وأرادوا منهم أن يكونوا مؤدّبين ...
ومن ذلك ... المعاشرة مع أبناء المذاهب الأُخرى من المسلمين.
فعن معاوية بن وهب ، قال : «قلت لأبي عبد الله عليه السلام : كيف ينبغي لنا أن نصنع فيما بيننا وبين قومنا ، وفيما بيننا وبين خلطائنا من النّاس؟ قال : فقال : تؤدّون الأمانة إليهم ، وتقيمون الشهادة لهم وعليهم ، وتعودون مرضاهم ، وتشهدون جنائزهم»(١).
وعن زيد الشحّام ، قال : «قال لي أبو عبد الله عليه السلام : اقرأ على من ترى أنّه يطيعني منهم ويأخذ بقولي السلام ، وأُوصيكم بتقوى الله عزّ وجلّ ، والورع في دينكم ، والاجتهاد لله ، وصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وطول السجود ، وحسن الجوار ، فبهذا جاء محمّد صلّى الله عليه وآله ، أدّوا الأمانة إلى من ائتمنكم عليها برّاً أو فاجراً ، فإنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله كان يأمر بأداء الخيط والمخيط ، صلوا عشائركم ، واشهدوا جنائزهم ، وعودوا مرضاهم ، وأدّوا حقوقهم ، فإنّ الرجل منكم إذا ورع في دينه وصدق الحديث وأدّى الأمانة وحسن خلقه مع النّاس قيل : هذا جعفريّ ، فيسرّني ذلك ويدخل عليَّ منه السرور ، وقيل : هذا أدب جعفر ، وإذا كان غير ذلك دخل عليَّ بلاؤه وعاره ، وقيل : هذا أدب جعفر ، والله ،
__________________
(١) وسائل الشيعة ١٢/٥ ح ١٥٤٩٥.