لحدّثني أبي عليه السلام : إنّ الرجل كان يكون في القبيلة من شيعة علي عليه السلام فيكون زينها ...»(١).
وعن زيد الشحّام ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، أنّه قال : «يا زيد ، خالقوا النّاس بأخلاقهم ، صلّوا في مساجدهم ، وعودوا مرضاهم ، واشهدوا جنائزهم ، وإن استطعتم أن تكونوا الأئمّة والمؤذّنين فافعلوا ، فإنّكم إذا فعلتم ذلك قالوا : هؤلاء الجعفريّة ، رحم الله جعفراً ، ما كان أحسن ما يؤدّب أصحابه ، وإذا تركتم ذلك قالوا : هؤلاء الجعفريّة ، فعل الله بجعفر ، ما كان أسوء ما يؤدّب أصحابه»(٢).
وعنه عليه السلام : «أوصيكم بتقوى الله عزّ وجلّ ، ولا تحملوا النّاس على أكتافكم فتذلّوا ... عودوا مرضاهم ، واشهدوا جنائزهم ، واشهدوا لهم وعليهم ، وصلّوا معهم في مساجدهم»(٣).
والذي يظهر من التأمّل في مجموع الأخبار الواردة عنهم في هذا الباب اُمور :
الأمر الأوّل :
إنّهم عليهم السلام يؤكّدون على شيعتهم أن يعاشروا النّاس لا أن يجانبوهم ، فهم يحبّون المعاشرة والمراودة والمواصلة ، ويكرهون مجانبة النّاس ومقاطعتهم.
والأمر الثاني :
أنْ يعاشروا ويخالقوا كلّ قوم بأخلاقهم ولا يخالفوهم فيها ، فلكلّ
__________________
(١) وسائل الشيعة ١٢/٥ ح ١٥٤٩٦.
(٢) وسائل الشيعة ٨/٤٣١ ح ١١٠٩٢.
(٣) وسائل الشيعة ٨/٣٠١ ح ١٠٧٢٤.