قال الرشيد : ولِمَ ذلك؟
قال يحيى : يخاف أن تقتله.
قال الرشيد : فاكتب له أماناً.
فكتب له يحيى عهداً عن الرشيد ، وبعثه إليه. فلمّا حضر بالباب أذِنَ له بالدّخول ، فدخل ، وجلس الرشيد من وراء الستر ، فدخل هشام ، واجتمع أهل الكلام.
فقال يحيى بن خالد لضرار بن عمرو (١) : سل يا أبا محمّد ، يعني هشاماً(٢).
قال هشام : ما لي ولكلام الناصبة والخارجة عن ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام.
قال يحيى : لقد كنّا معكم على ولاية علي عليهالسلام ، فلمّا ادَّعيتم لذريّته ما ليس لهم بحقّ خالفناكم على ولايتهم.
قال هشام : قد أقررت أنّ الحقّ في أيدينا ، فأقم الآن البيّنة بادّعائك الباطل ، بأنّ الحقّ الذي معنا ما ليس بحقّ ، حتّى نجليه.
__________________
(١) ضرار بن عمرو الغطفاني (... ـ ١٩٠ هـ) : قاض من كبار المعتزلة ، طمع برئاستهم في بلده فلم يدركها ، فخالفهم ، فكفّروه فطردوه ، وصنّف نحو ثلاثين كتاباً ، بعضها في الردّ عليهم وعلى الخوارج ، وفيها مقالات خبيثة ، وشهد عليه أحمد بن حنبل عند القاضي سعيد بن عبد الرحمن المحي ؛ فأفتى بضرب عنقه ، فهرب ، وقيل : إنّ يحيى بن خالد البرمكي أخفاه.
قال الجشعمي : ومَنْ عدّه من المعتزلة فقد أخطأ ؛ لأنّا نتبرّأ منه فهو من المجبرة.
وقال عنه صاحب سير أعلام النبلاء في ١٠ / ٥٤٤ : هو من رؤوس المعتزلة وشيخ الضرارية. ميزان الاعتدال ٢ / ٣٢٨ ، الأعلام ٣ / ٢١٥.
(٢) وردت في المخطوطة «هشام» وما أوردناه هو الصحيح نحوياً.