قال يحيى : يا هشام إيّما أفضل النبوّة ، أم الإمامة؟
قال هشام : لا فرق بينهما ، إذ قال : كان الله تبارك وتعالى أعطى محمّداً التنزيل ، وأعطى الإمام التأويل(١) ، وبهذا خبّر أنس بن مالك(٢) ، قال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وقد دخل عليه علي عليهالسلام من باب المسجد فقال لي : يا أنس ، أنا وهذا الرّجل حجج الله تعالى على خلقه(٣) ، وهذا قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)لعلي أنت منّي وأنا منك(٤) ، وهذا خبر المباهل حيث يقول الله جلّ اسمه لنبيّه (صلى الله عليه وآله وسلم) (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِل فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ)(٥)(٦).
قال يحيى : لعنة الله على الكاذبين.
وقال يحيى : يا هشام ، إنّي لم أسألك إلاّ عن الفضل في مقام بَدْوِ (٧) الصريح بالرسالة.
__________________
(١) كفاية الأثر : ٧٦ (باب ما جاء عن أنس). الأمالي ـ للطوسي ـ : ٣٥١ ح ٧٢٦. المناقب ـ للخوارزمي ـ : ٦١ ح ٣١.
(٢) أنس بن مالك (١٠ هـ ـ ٩٣ هـ) ، هو : أنس بن مالك بن النضر الخزرجي الأنصاري ، أبو تمامة ، أبو حمزة ، صاحب رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وخادمه ، روى عنه رجال الحديث ٢٢٨٦ حديثاً. مولده بالمدينة ، ثمّ رحل إلى دمشق ومنها إلى البصرة ، فمات فيها. وهو آخر مَنْ مات بالبصرة من الصحابة. الأعلام : ٢ / ٢٤.
(٣) تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٣٠٨.
(٤) صحيح البخاري ٥ / ٨٥ باب عمرة القضاء من كتاب المغازي ، مسند أحمد بن حنبل ١ / ١٠٨. المستدرك للحافظ ٣ / ١٢٠ (حديث الخالة ...).
(٥) سورة آل عمران ٣ : ٦١.
(٦) شرح الأخبار ٢ / ٢٢٩ ح ٦٨٠ ـ ٦٨١ ، تفسير القرآن ـ للصنعاني ـ ١ / ١٢٢ ، جامع البيان ٣ / ٤٠٨ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ٨٢ ، شواهد التنزيل ١ / ١٥٥ ح ١٦٨.
(٧) بدا : يبدو : بُدُوّاً ، وبَدْاءً: بمعنى: ظهر. لسان العرب ١/٢٧.