بين الروايات لو كانت متنافية.
الثاني : إنّ التفسير المذكور كان تفسيراً موضوعياً ، إلاّ أنّه لم يقنع بموضوع واحد ، بل جمع فيه موضوعات مختلفة من العقائد والأحكام والأخلاق وغيرها من المعارف.
الثالث : إنّ تفسيـر القـرآن بالروايـات المرويّة ، من حكيـم عارف مع العناية الكاملـة بالحكمـة وبالحكماء والعرفـاء ـ الـتي تظهـر من خلال تعبيـره عـن الميرداماد : بسيّـد الحكماء المتأخّـرين ، وعـن الملاّ صدرا : بالفاضـل العارف ، وتأليفـه كتابـي إحيـاء الحكمـة والفـرق بيـن الرأييـن وبنيـان الحكمتيـن ـ يدلّ علـى تعبد المؤلّف بالروايـات وآثـار الأئمّة عليهمالسلام.
٢١ ـ تفسير بديع البيان لمعاني القرآن :
ألّفه محمّد بن علي نعمة الله العاملي ، من معاصري الشيخ البهائي ، وكان حيّاً سنة ١٠٦٨ هـ ، على ما يظهر ممّا قاله في هديّة الأحباب(١).
وقد وصفه البخشايشي في طبقاته ، بأنّ هذا التفسير تفسير مزجي من أقوال المفسّرين وما جاء في الأخبار ، حيث قال المؤلّف : التفسير بما قاله المفسّرون ، التفسير بالأحاديث المرويّة(٢).
فالجمع بين الروايات وأقوال المفسّرين إنّما هو لتفسير آيات لم ترد
__________________
(١) هدية الأحباب : ٥٦.
(٢) طبقات مفسران شيعة ٣ / ١٥٠ ، نقله عن معجم مخطوطات الشيعة حول القرآن : ١٨.