كشحاً»(١).
أقول :
استدلّ بالروايات في إثبات ما ادّعاه في غير المقالة الثانية من المقدّمة الثالثة ، وأمّا في هذه المقدّمة وهي كبيرة جدّاً ، وفيها معظم أبحاث هذا الكتاب ، فكثير من تأويلاته غير مستندة إلى نصّ صريح ، بل استفاده من غيره ، وإنْ قال في الفائدة السابعة من الخاتمة : «كلّ ما سنذكره في كتابنا هذا من التأويل فهو غير خال من المستند المستفادة من الأئمّة»(٢).
حقيقة أو مجاز :
إنّ جلّ ما جاء في الكتاب تأويل ، وخلاف لظاهر القرآن ، وموهم بأنّ القائل غال أو مشرك أو غير ذلك ، ممّا حدى بالمؤلّف في الفائدة الخامسة إلى القول : «إنّ كلّ ما نذكره من تأويل الآيات والكلمات القرآنية في كتابنا فمبناه على التجوّز في المعنى أو الإسناد ، أو نحو ذلك من وجوه الاستعارات وأمثالها ، ومع هذا لا يجري على ذلك في موضع إلاّ بعد وجدان مستند له ، أو في مثله ، أو بحسب العموم والإطلاق الشامل له ، .. وأنّه ليس من الغلوّ في شيء ، ولا يستلزم القول بألوهيّتهم [الأئمّة] العياذ بالله ، ولا بمدخليّتهم في أمر الخلق والرزق والعبادة ، بل بيّنا أنّ هذا التجوّز لكونهم عبيدالله المقرّبين ... فلا تتوهّم كون اعتقادنا الورود على سبيل الحقيقة»(٣).
__________________
(١) تفسير البرهان قبل المجلد الاول ص ٣.
(٢) تفسير البرهان : ٣٥٨.
(٣) تفسير البرهان : ٣٥٧.